السبت، 10 فبراير 2024

شبح عالق في السماء


 كأنه يمشي

عائدًا بكامل شيخوخته

إلى البداية

كما لو أنه كان يتذكرها حقًا

ثم أصابه – كالعادة – نسيان مؤقت.

لا يخطو في الشوارع كما يبدو

وإنما في داخله

وحينما يتمتم أو يشير بيديه في الفراغ

فإنه لا يكلم نفسه

وإنما اللحظة التي يتصورها في انتظاره

اللحظة التي لم تمنحه طريقًا

ولكنها أعطته عصا يتوكأ على أنفاسها المقطوعة

اللحظة التي لم تحدث

واستبدلت نفسها بخطوة أولى

في جنازة تقليدية.

كأنه يمشي

كما لو أن الشيخوخة هزل يتراكم تدريجيًا

أو أنه يعرف المقصود بـ “داخله”

حين تتناثر الكلمات والإشارات

من ذاكرة لا يمتلكها.

كما لو أنه لا يعرف أن طفلًا يراقبه

ويلتقط صورًا مختلسة لجسده العابر ببطء

حتى يلتهمها حين يعود لمخبأه

وليترك دماءها الملتصقة

على حافة النافذة

وداعًا لشبحه العالق في السماء.