الأحد، 25 يونيو 2023

الشبح الماثل في التقويم

تحت عبارة with best wishes المطبوعة بحروف سوداء كبيرة مظللة بالرمادي في رأس الغلاف الداخلي لدفترك الورقي؛ كتبت بالقلم الجاف الأحمر ترجمتها “مع أطيب التحيات” .. تخدش الأناقة التي حاولت أن تشكّل بها تلك العبارة مسحة من الارتباك جعلتها أقرب لتعبير ساخر .. لا أعتقد أن عقلك كان يقصد ذلك ولكن روحك هي التي حركت يدك لتكتب العبارة على هذا النحو .. روحك هي التي تعمدت في غفلة من ذهنك أن تمرر الرعشة والانكماش إلى الحروف لكي تتسق مع تقويم عامي 1983 و1984 الذي ينتظم أسفلها.

عند يومي السبت 29 أكتوبر 1983 والاثنين 29 أكتوبر 1984 تركت علامتين بالقلم الأزرق: x بجوار  Saturday وmonday ، وo حول 29  .. علامات مُعاد عليها أكثر من مرة لتأكيدها بما يتجاوز ترك إشارة واضحة فحسب .. لماذا قد يفعل المرء ذلك عند يوم عيد ميلاده؟ .. حتمًا لم ترغب فقط في معرفة أي يوم من الأسبوع سيتوافق مع عيد ميلادك في العامين .. حتمًا لم ترغب في أن تؤشر تذكيرًا بهذين اليومين كي لا تنساهما .. أفكر في أنك كنت تحاول استنطاق المستقبل بحصاره عن طريق الـ x والـ o .. كأن الـ x رمزًا لسلاح لا تملكه، والـ o رمزًا ليقين تفتقر إليه .. الـ x الذي هو سلاح في يد الجميع إلا أنت .. في يد القدر .. الـ x يعني الخطر الخفي، التهديد المجهول، القوة المميتة، الشبق، القداسة، الثمالة، النفي، العنف غير المحكوم، اللعنة والخلاص .. الـ o يعني البقاء، السكينة، الاطمئنان الروحي .. كأنك كنت تلعب x o مع الزمن .. لكنك لم تكن تستنطق المستقبل بقدر ما كنت تستجوب الماضي .. ليس كل 29 أكتوبر مر وحسب، بل 29 أكتوبر 1961 في المقام الأول .. تحاكم يوم ميلادك نفسه باعتباره ـ على أقل تقدير وبشكل تهكمي ـ “خطأً” / x يستدعي “احتواءً” / o .. كأنك بهذه العلامات كنت تقول ” Happy Birthday to You” لذاتك الإلهية المحتجبة باعتبار أن يوم ميلاد نقيضها البشري هو دليل وجودها .. كأنك كنت تلعب x o مع الألوهة التي حرمتك من ألوهتك.

بالقلم الأحمر أحطت 1984 بمستطيل صغير، وفي شهر يناير من ذلك العام وبنفس اللون الأحمر قمت بوضع خط مائل فوق أيام 1، 13، 14، 15، 27، 28، 29، 30، 31 .. تكررت العلامة ذاتها فوق بعض أيام شهر فبراير: 1، 2، 3، 4، 5 .. خط أحمر حاد، حاسم، بلا أدنى رجفة، يمر فوق الرقم كأنه يحذف اليوم، يمزقه، يطمسه مبقيًا شبحه ماثلًا في التقويم .. لماذا لم تشطب تلك الأيام بالكامل بحيث لا يظهر أثر لها؟ .. هل لأنك لا تريد الاعتراف بفقدانها؟ .. لأنك متشبث برجاء استردادها؟ .. لأنك تريد أن تتذكرها؟ .. لأنك تعرف أنها لم تتبدد وإنما أنت الذي حُرمت منها فحسب؟ .. لأنك تعرف أن “حقيقتها” ستظل حية داخلك؟ .. لماذا هذه الأيام تحديدًا؟ .. ما الذي يجعلها مختلفة عن بقية أيام سنة 1984؟ .. عن بقية أيام حياتك؟ .. ما الذي يجعلها مختلفة عن بقية أيام العالم؟ .. كنت في الثالثة والعشرين من عمرك وأنا كنت في السابعة .. لا يمكنني أن أعرف أو حتى أستنتج ما الذي حدث في تلك الأيام التي مر قلمك الأحمر فوقها .. لا يمكنني أن أعرف أو أستنتج ما الذي حدث لك في أي يوم آخر .. يمكنني فقط أن أسترجع أعداد مجلتي “ميكي” و”سمير” التي صدرت خلال تلك الفترة .. المسلسلات وبرامج الأطفال التي عُرضت في التليفزيون .. مبارايات الأهلي .. الأغنيات التي استمعت إليها .. المواد التي تلقيتها في المدرسة .. ذلك هو تقويم حياتي .. ذلك فقط ما أثق في حدوثه .. لكنني لا أثق في الذكريات التي مرت هذه الحياة من بينها .. لا أثق في الماضي الذي كنت "أرى" العالم من خلاله .. كيف يمكنني إذن أن أدرك أيامك التي استهدفها قلمك الأحمر بعلامة الشطب؟ .. الذكرى الوحيدة المشتركة بيننا التي أستطيع الاعتماد عليها يا مجدي أنك كنت تغلق على نفسك باب حجرتك في اللحظات التي كنت أغلق خلالها الشرفة على نفسي .. تحاول العثور على روحك بين الجدران، وأحاول العثور على روحي بين وجوه العابرين .. الذكرى الوحيدة التي ينبغي أن تفسر أيامك وأيامي .. الشبح الماثل في التقويم.

جزء من رواية “نصفي حجر” ـ قيد الكتابة. 

السبت، 24 يونيو 2023

"انشطار الحكايات العابرة".. كتاب جديد لممدوح رزق عن دار عرب

يصدر قريبا عن دار عرب للنشر والتوزيع كتاب "انشطار الحكايات العابرة" قراءات في القصة القصيرة العربية للناقد ممدوح رزق.

وقال ممدوح رزق، إن الكتاب يتضمن قراءات في أعمال لصفاء النجار، لؤي حمزة عباس، عبد الله ناصر، سعاد سليمان، ضياء جبيلي، طارق إمام، عزة رشاد وغيرهم.

وأضاف في تصريح خاص لـ "الدستور"،  نشرت معظم هذه القراءات في جريدة "أخبار الأدب" المصرية على مدار السنوات السابقة وتمثل تأويلا متعددا  لطبيعة الفن القصصي في الكتابة العربية المعاصرة.

و ممدوح رزق فهو كاتب وناقد مصري، رئيس تحرير مجلة "الناقد" الثقافية
صدرت له العديد من المجموعات القصصية والشعرية والروايات والمسرحيات والكتب النقدية والمترجمة، كما كتب العديد من سيناريوهات الأفلام القصيرة.
ترجمت نصوصه إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، يقوم بتدريس القصة القصيرة في ورشته للكتابة الإبداعية، و اختيرت قراءاته وأبحاثه النقدية كمصادر للعديد من الدراسات الأكاديمية.

كُتبت العديد من الدراسات والقراءات النقدية عن أعماله، و اختيرت قصته القصيرة "اللعب بالفقاعات" ضمن المجموعة القصصية "أصوات معاصرة" التي تُدرّس لدارسي اللغة العربية (طلاب المستوى المتقدم)، غير الناطقين بها، كنموذج للقصة العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون الأمريكية.

كما اختير كتابه "هل تؤمن بالأشباح؟" عن كلاسيكيات القصة القصيرة كمرجع دراسي لطلاب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأقصى، حصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة مؤسسة ناجي نعمان الأدبية بلبنان تكريمًا عن الأعمال الكاملة 2022.

 إيهاب مصطفى

 

مجلة "الناقد"


 

الأربعاء، 7 يونيو 2023

الأميركية فيكتوريا تشانغ تقود قوارب الشعر إلى الموت

مختاراتها الشعرية تعكس ملامح الأدب الجديد بسردياته وتجاربه المباشرة

هذه شاعرة تعزف سيمفونية الألم الإنساني المركّب، تسرد قصة الصوت العجيب الذي يصدره الجسد عندما يحترق بكامل زينته، تنسج لوحات هزلية قصيرة بألوان الحياة التي تنطفئ بغتة مثلما اشتعلت فجأة. البشر بالنسبة إليها أشخاص يشاركونها الإقامة والغياب في حكاية العالم المصوّرة. والخيال لديها هو "القدرة على العيش في مستقبل شخص ميت"، أما الحزن فهو "ارتداء ثوب الميت إلى الأبد".

هي الشاعرة الأميركية المعاصرة فيكتوريا تشانغ، التي تمارس الكتابة في حقول متنوعة إلى جانب الشعر، ونالت جوائز عدة، منها جائزة صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية لعام 2021 في مجال الشعر، وغيرها. وقد صدرت مختاراتها الشعرية حديثاً عن دار عرب، بترجمة المصري ممدوح رزق.

تبلور قصائد فيكتوريا تشانغ (من مواليد ديترويت، ميشيغان، عام 1970)، راهن الشعر الأميركي بتجلياته وانزياحاته وتطوراته، وانفتاحه على التجارب والخبرات الشخصية على نحو مباشر صريح، وانخراطه في ملامسة المواقف العابرة والتفاصيل اليومية، واتكائه على آليات الحكي والصيغ الدرامية والمشهدية، ومزجه بين سرعة الالتقاط التصويري والنزعة التأملية التحليلية. ذاك أملاً في الوصول إلى ما وراء الأحداث، وقنص الجوهر الكامن تحت السطح، ورؤية الذات بوضوح ولو من خلال الثقوب الضيقة: "العطش لرؤية أنفسنا، في كل شيء، حتى في الشقوق الحلوة، لثمرة معطوبة".

فقاعات الكلمات

في مختاراتها الشعرية، تثبت فيكتوريا تشانغ مجموعة من التواريخ المحددة في افتتاحيات بعض قصائدها، وهي القصائد التي تتناول فيها تسجيلاً توثيقيّاً لحالات موت تخصها: موت الأب، موت الأم، موت الفستان الأزرق، موت الراعيات... وخلف هذه المآسي والذكريات، هناك دائماً "الاكتئاب" الذي يعتصرها بعنف، مثل "قفاز سميك يقبض على القلب".

وقد يكون للشخص أو الشيء الواحد أكثر من موت كلي أو جزئي، حقيقي أو مجازي، كما تحكي عن أمها: "ماتت مرتين: الأولى بسبب أمراض اللثة عام 1965، والثانية في 3 أغسطس (آب) 2015"، وكما تحكي عن أبيها "مات الفص الجبهي لأبي بسكتة دماغية وحشية في 24 يونيو(حزيران) 2009، في مستشفى سكريبس التذكاري في سان دييغو، كاليفورنيا". وتسرد قصة ملابسها "ماتت في 10 أغسطس 2015/ حشوناها في أكياس العشب للتبرع بها؛ قميصاً بعد قميص، ياقة بعد ياقة، فستاناً بعد فستان، طرفاً بعد طرف/ قفز قليل منها في وجهي، مثل لهب في كابوس".

تقف الشاعرة عادة عند كل حالة موت من هذه الحالات، عاجزة عن فهم ما يحدث من غروب للبشر وظلالهم وآثارهم، وامّحاء للموجودات والصور، وأفول للأشياء، وتقطّع للعلاقات والظواهر، في عالم هش، يشبه في صعوده وسقوطه رحلة فقاعات الكلمات: "معظم الكلمات التي نقولها ذات علاقة بالأسماك، حين ترحل، تتلاشى الكلمات".

وإذا كان الآخرون يظنون أن كلمات الميت تموت معه، فإنها ترى هذه الكلمات وهي تتناثر في الشتات، وتبحث عن معنى تعلق به مثل الرائحة، لتتخفف من غموضها وعصيانها على التأويل. وفي فضاء الحيرة، فإنها لا تكاد تعلم إن كانت هي نفسها حاضرة أم غائبة، متماسكة أم ذائبة: "في بعض الليالي، أستيقظ مذعورة/ لا أستطيع معرفة إذا كنت حية أو ميتة/ هذا العام صبغتُ شَعري حتى لا أضطر للموت".

ويستوي عدم إدراكها الطبيعة المراوغة للموت، وعدم فهمها طبيعة الحياة المتذبذبة كبندول الساعة، بكل آمالها وآلامها، وأحلامها وكوابيسها، ومسرّاتها وملذاتها المتبخرة، ولحظاتها المشروخة والمبتورة: "أمي لم تستطع التنفس، ثم أخذت أنفاسها الأخيرة بعد عشرين ثانية/ الطريقة نفسها التي تخيلتها لقبلاتي مع الكثيرين، مع رجال لم أقابلهم قط".

اكتمال الدائرة

وفي مواجهة هذا الغياب الذي يحاصرها من كل جانب، والانهيارات التي تلاقيها عند كل منعطف، فإن الذات الشاعرة لا تملك غير أن تدفن الاشتياق "التوق" في الغابة، وتنزلق وحيدة مع الوجع صوب المنحدر في الطريق إلى الهاوية السحيقة، في حين تبقى تساؤلاتها متدفقة بحيوية وخصوبة من دون خفوت أو ذبول: "أتساءل عما إذا كان الناس لحظة الموت، يسمعون جرساً، أو يشعرون بمذاق حلو في أفواههم، أو بسكين يقطع أجسادهم إلى نصفين، ثم يُنزع اللحم من الداخل، مثل كعكة الورقة".

تنظر الشاعرة فيكتوريا تشانغ إلى كل ما في هذا الكون في سياقه الحركي الدائري، المكتمل المنتظم، ولا تشذ عن تلك النظرة رؤيتها لدائرة: "الحياة/ الموت/ الحياة مرة أخرى". وإن لم تكن لدينا شواهد دنيوية على ابتعاث الراحلين، فهناك رسائلهم ووصاياهم التي تصل الماضي بالحاضر، وبإمكانها أن تصل أيضاً إلى المستقبل، وتصنع أيام الأجيال الآتية: "يخرج أبي من رسائله/ تعيش معي حروفه ذات الرؤوس الصغيرة، التي ستغادر الرسائل لتعتني بأطفالي لاحقاً/ وصايا أبي سوف ترعاهم".

التحرر كفكرة

وبالتوازي مع نزعة الشاعرة إلى النفاذ إلى الأعماق: "هناك القليل من المجاذيف في داخلك، تحاولين أن تقودي بها قواربك الصغيرة"، ومحاولتها قراءة الذات والآخرين من الداخل، ولو من خلال الثقوب والشقوق، فإنها تتمنى تجربة الطيران مع الغربان، بعيدًا عن علامات الاستفهام. كما أنها تقترح الخروج من الصندوق الضيق المظلم، إجابة عن كيفية الاستمرار في هذا الوجود المعقد المتشابك: "ربما يكون الهدف هو أن نستهلك كل الضوء".

كذلك، فإنها تقدّم الحرية فكرة وحلّاً للانفلات من القوانين الخارجية المفروضة، والخلاص من الدوامات المتكررة، التي صبغت الأنفاس بالنمطية، ودقات القلب بالسأم والعُقم: "ما فائدة الباب إذا كنت لا تستطيع الخروج؟/ الباب الذي لا يمكن فتحه يسمى جداراً/ النافذة التي لا يمكن فتحها هي فقط جدار شفاف".

أما طَرْق الأبواب والنوافذ لديها فهو بحد ذاته فعل التحرر والتغيير الإيجابي، ولو أدى ذلك الفعل الأوّلي البسيط، إلى مجرد إحداث صوتٍ صاخب أو العبور الوهمي إلى الضفة الأخرى من المتاهة، من دون نجاة فعلية، ومن غير تعديل للأوضاع البائسة: "غادرتُ الحجرة بهدوء/ فهمتُ حينئذ أن الظلام يسقط بلا نهاية".


تحميل مجموعة "هفوات صغيرة لمغيّر العالم"


الاثنين، 5 يونيو 2023

أصوات معاصرة: القصة العربية كمُعلِّم لغوي

عن مطبعة جامعة جورج تاون الأمريكية صدر كتاب "أصوات معاصرة" لطلاب المستوى المتقدم ويضم 55 قصة قصيرة باللغة العربية من عشرين دولة من الشرق الأوسط .. تم تنظيم القصص في فصول بناءً على بلدهم الأصلي، كما تسبق كل قصة سيرة المؤلف وتليها تمارين لمساعدة الطلاب على استخدام المفردات والفهم واستكشاف التقاليد الأدبية وإتقان التحليل الأدبي .. اختار قصص الكتاب البروفيسور جوناس البستي وهو مدير الدراسات الجامعية وبرنامج الصيف العربي في الخارج بجامعة ييل، وكتب مقدمته روجر ألين وهو أستاذ فخري بجامعة بنسلفانيا .. مما تضمنته هذه المقدمة:

"في حين أن التطور الأولي لنوع القصة القصيرة قد ركز على ما يمكن أن نطلق عليه "المناطق المركزية " للعالم الأوسع الناطق بالعربية - سوريا ولبنان ومصر - فإن الحركات الثقافية، ومنافذ النشر، والدعوات إلى التغيير والابتكار قد ظهرت الآن بقوة "من المحيط إلى الخليج". لقد كُشف مع بداية القرن الحادي والعشرين عن مستوى رائع من الإبداع الأدبي والتجريب. هذه هي اللحظة التي ظهرت فيها مجموعة "أصوات معاصرة" لجوناس البستي: قصص قصيرة باللغة العربية المتقدمة توضح ذلك بشكل فعال. في هذا الكتاب ، يمكن للقراء تذوق القصة القصيرة العربية الحديثة بجميع أشكالها - الإقليمية والموضوعية والبنيوية والأسلوبية".

كما كتب البروفيسور جوناس البستي:

"تعمل هذه المجموعة الجذابة من القصص القصيرة المعاصرة من مختلف البلدان العربية على تطوير إتقان الطلاب للتحليل الأدبي والوعي الثقافي حيث تُعرّف "أصوات معاصرة" طلاب المستوى المتقدم بالقصص القصيرة المعاصرة من جميع أنحاء الشرق الأوسط. خمسة وخمسون قصة باللغة العربية من عشرين دولة تعمل على إشراك الطلاب في الموضوعات الحالية والأساليب الأدبية التي تفتح الباب لاكتشاف كل من المؤلفين الراسخين والناشئين والتقاليد الأدبية. يتضمن الكتاب أصواتًا من البلدان والشعوب الناطقة بالعربية التي غالبًا ما يتم تجاهلها، مما يمنح القراء الفرصة لتوسيع فهمهم للثقافات العربية.

في حين أن معظم كتب الأدب العربي لا تتضمن سوى مقتطفات من الأعمال الأطول، فإن القصص القصيرة في هذه المجموعة مصممة لتتم قراءتها في جلسة واحدة، مما يتيح للطلاب فرصة الانغماس في قطعة كاملة من الأدب.

سيرحب علماء الأدب العربي أيضًا بهذه القصص الجديدة، والتي يتوفر العديد منها خارج منطقة الشرق الأوسط لأول مرة في هذه المجموعة، ويتوسعون في فهم القصة القصيرة والأدب المعاصر في هذه المنطقة المهمة".

الدكتور جوناس البستي حاصل على الدكتوراه من جامعة كولومبيا بنيويورك، وأستاذ جامعي في قسم لغات وحضارات الشرق الأدنى – جامعة ييل ، نيوهيفين – أميركا، وهو الذي شغل منصب مدير الدراسات الجامعية قسم لغات وحضارات الشرق لمدة سبع سنوات، والآن في منصب مدير الدراسات الجامعية في قسم الشرق الأوسط، وقام بالتدريس في جامعات عدة. تركز اهتماماته البحثية على نظريات الأدب وإشكالية الترجمة الأدبية، والتاريخ الثقافي، وصورة العرب في الروايات الأدبية والإعلامية الأميركية، أدب المهجر، الشعر العربي المعاصر، وحياة وأعمال محمد شكري.

عمل الدكتور جوناس البستي على نطاق واسع مع Defense Language Institute ومنظمات أخرى لتقديم خدمات التدريب والاختبار، وهو مؤلف كتاب "الإعلام العربي: الخطاب الصحفي لطلاب اللغة العربية المتقدمين" ، ومؤلف مشارك في كتاب "القارئ الأدبي العربي المتقدم" ، ومؤلف مشارك أيضًا لكتاب "الحيوية والديناميكية: الحوارات البينية للغة والسياسة والدين في التقاليد الأدبية المغربية"، كما صدر حديثًا عن جامعة ييل كتابه Tales of Tangier وهو ترجمة لقصص قصيرة للكاتب المغربي محمد شكري.

كتبت جوانا سليمان وهي أستاذ مساعد، قسم لغات وثقافات الشرق الأدنى، جامعة ولاية أوهايو:

"أصوات معاصرة هي مصدر ترحيب للطلاب المتقدمين في اللغة العربية وآدابها. وقد اختار البستي بعناية القصص القصيرة التي تعرض مجموعة واسعة من الجماليات والموضوعات والحقائق الإقليمية. وتغذي التمارين مهارات القراءة عن قرب والتعلم التفاعلي والتواصلي الضروري للقاء هادف مع الأدب ".

كما كتبت هدى فخر الدين وهي أستاذة مشاركة في الأدب العربي بجامعة بنسلفانيا:

"مجموعة قصصية منسقة ببراعة حول مجموعة من المواضيع الجذابة وفي تعددية من الأساليب والأصوات. يضع "أصوات معاصرة" الأدب والكفاءة الثقافية في مركز تعلم اللغة التواصلية ويجهز طالب اللغة العربية للقفز نحو إتقان اللغة".

قصص الكتاب بحسب ترتيب النشر:

*الفصل 1 "إيران":

ـ "نزار حسين راشد ـ نافذة مضيئة"

ـ محمد الجالوس ـ فاين جيب فاين"

ـ "أيمن خالد دراوشة ـ مملكة الصمت"

*الفصل 2 "الإمارات":

ـ "شريفة الهنائي ـ القيظ"

ـ "منار الهنائي ـ من الحب ما قتل خلفان"

ـ "سناء حسين المرزوقي ـ وجودك"

*الفصل 3 "البحرين":

ـ "علي عبد الله خليفة ـ وراء الجبال"

ـ "حمدة خميس ـ في رحاب العزلة"

*الفصل 4 "الجزائر":

ـ "عيسى بن محمود ـ طقوس الغضب"

ـ "محمد الصالح قارف ـ إحساس بالمكان"

ـ "صبحة بغورة ـ دموع على خفقات القلب"

*الفصل 5 "المملكة العربية السعودية":

ـ "زينب أحمد حفني ـ امرأة على فوهة بركان"

ـ "ماجد سليمان ـ طفولة منسوجة بنبوءة الجد"

ـ "محمد الراشدي ـ رذاذ"

*الفصل 6 "السودان":

ـ "عبد العزيز بركة ساكن ـ أسنان لا تغني"

ـ "عماد الدين عبد الله محمد البليك ـ القط المقدس"

ـ "عادل سعد يوسف ـ مخطوطة البصاص بعد كابوسه الأخير"

*الفصل 7 "الصومال":

ـ "رحمة خديجة شكري ـ لنبق الباب مواربًا بعد كل فكرة .. فهناك درجات من الألوان"

ـ "نورا محمد إبراهيم ـ أكره تلك المرأة"

ـ "هيفاء حسين عابد ـ رسالة كراهية مؤجلة"

*الفصل 8 "العراق":

ـ "محمد علوان جبر ـ تاريخ عربة"

ـ "عبد الجبار الحمدي ـ هل لي بكأس من الويسكي"

*الفصل 9 "الكويت":

ـ "تسنيم يحيى الحبيب ـ رائحة الذكرى"

ـ "ليلى عبد الله العثمان ـ للعباءة وجه آخر"

ـ "رحاب الهندي ـ هذيان امرأة نصف عاقلة"

*الفصل 10 "المغرب":

ـ "محمد البالي ـ خانت حياته"

ـ "عبد الجبار العلمي ـ الطاحونة"

ـ "زهرة عز ـ كابوس منتصف الليل"

*الفصل 11 "اليمن":

ـ "نادية الكوكباني ـ المشاغبات"

ـ "حنان الوادي ـ فرص كثيرة للموت"

ـ "محي الدين جرمة ـ لحظات مختلسة"

*الفصل 12 "تونس":

ـ "زهرة ظاهري ـ مساحة حلم"

ـ "ابراهيم درغوثي ـ تفاح الجنة"

*الفصل 13 "سوريا":

ـ "زكريا تامر ـ النمور في اليوم العاشر"

ـ "سلوى النعيمي ـ برهان العسل"

ـ "جميل ألفريد حتمل ـ الطفلة ذات القبعة البيضاء من القش"

*الفصل 14 "عمان":

ـ "ليلى البلوشي ـ فتاة اسمها راوية"

ـ "زينة آل تويه ـ صور وتفاصيل"

ـ "محمد بن عبد الرحمن قرط الجزمي ـ أمواج لا تهدأ"

*الفصل 15 "فلسطين":

ـ "محمود شقير ـ أهل البيت"

ـ "نداء كيالي ـ رأيتها في فنجانك"

*الفصل 16 "قطر":

ـ "دلال خليفة ـ في جيبي"

ـ "جمال فايز ـ الباب الخشبي"

ـ "هدى محمد عبد اللطيف النعيمي ـ الظل يحترق"

*الفصل 17 "لبنان":

ـ "عواطف الزين ـ الفارس"

ـ "ميخائيل نعيمة ـ السيف والقصبة"

*الفصل 18 "ليبيا":

ـ "آمال فرج العيادي ـ خثارة بلل"

ـ "رضوان أبو شويشة ـ الساعة الحادية عشر بتوقيت اللصوص"

*الفصل 19 "مصر":

ـ "نجيب محفوظ ـ حكمة الموت"

ـ "ممدوح رزق ـ اللعب بالفقاعات"

ـ "عايدة بدر ـ الجسر"

*الفصل 20 "موريتانيا":

ـ "أم كلثوم المعلي ـ يوم في حياة البائعة"

ـ "أحمد ولد إسلم ـ العبق الهارب"

ـ "جمال ولد محمد عمر ـ الغيبوبة"

يشتمل الدرس التعليمي لكل قصة على تحديد مفردات أساسية منها ثم إجراء محادثة نقاشية في مجموعات لا تزيد عن ثلاثة طلاب حول أسئلة تتعلق بموضوع القصة، وأيضًا تدريب على اختيار تلك المفردات في إكمال فراغات بعض العبارات العامة، وكذلك استعمال الكلمات في جُمل مفيدة وتحديد مرادفاتها .. يشتمل الدرس أيضًا على مناقشة مجموعة الطلاب لأسئلة عامة مرتبطة بالأفكار المطروحة في القصة، وكذلك ترجمة مقطع منها إلى اللغة الإنجليزية في مجموعات تتكوّن من طالبين، واختيار موضوع حول إحدى الرؤى التي تتضمنها القصة لكتابته في 150 ـ 200 كلمة، بالإضافة إلى تبادل التعليقات على الإجابات المدونة في صفحة النقاش بالصف عن سؤال خاص بقضية أو مسألة جدلية تثيرها القصة.

جريدة "أخبار الأدب" ـ 3 يونيو 2023