لم يكن بمقدورها القيام بذلك في حينه! كانت هناك، مُشعث الشعر: صدرها وحده كان قد أنهدَ من فستانها المنزوعِ).
ثمة غضب غير اعتيادي يقف وراء موت “أدوارد” .. الغضب المتوحّد بالرغبة الحقيقية في قتل السفّاح الأصلي .. غضب شبقي يتخطى الحدود البشرية .. وهم المشهد يُخلق وفقًا لقوة العنف المتصاعدة في الخفاء .. استدعاء ما يشبه العناصر المألوفة، المهيّأة لتكوين منظر طبيعي .. لكن أشلاء المناظر كلها تحضر في تلك الومضات المتناثرة، المضادة لاستقرار العنصر المشهدي .. “أدوارد” يسقط مقتولًا بفعل نشوة الغضب .. شهوانية الانتقام من المقدس .. لا دخل لما هو إنساني في الأمر .. هناك لغة يُستعمل هيكلها العظمي فحسب لتوليد رعشة تتقمّص اللذة الخالدة للصمت السماوي .. تتأرجح عظام اللغة في الفراغ كلعبة سيرك .. تتبادل التركيب والتفتت وإعادة التكوّن في صورة أطياف مخاتلة .. الثأر من الجمال أو التوقع المخادع للغة .. نهدان عاريان يختبران طقس الألوهة في ظل موت السفّاح الأصلي .. نهدان عاريان لملاك يراوغ قدره .. يراوغ “المشهد” باعتباره الفخ الحتمي للإله .. ليس حلمًا كما يبدو، ولكنها الحقيقة التي أقرها الغضب المخبوء .. طاقة العنف في استخدامها للجسد المقاوم لطهارته في سبيل الارتقاء الغيبي .. مسايرة الدنس كجوهر كوني يكمن في الجسد .. في اللغة التي تنتج الجسد .. يدعي المنظر حدوثه ولكنه لا يتم قطعًا .. يكشف عن ضياعه الأزلي بواسطة شبقية الغضب .. بواسطة تغييب الأنا في السمو النجس .. تحويل الإدراك إلى انقطاعات ضبابية متنافرة .. الألم والحسرة واليأس يصبحون عريًا انتقاميًا منتشيًا .. كشفًا مقصودًا للجوهر الإلهي المشين، الراسخ في الأجسام المؤقتة حين تغدر بوعد المشهدية .. تفجر شذريتها ثأرًا من أكاذيب التماسك للمقدس.
مقطع من دراسة حول شبقية الغضب في سرد “جورج باطاي” ـ قيد الكتابة