السبت، 11 يونيو 2022
الطائرة الورقية والبحر
وصلنا إلى الشاطئ .. لم
نتكلم طوال الطريق، وحتى عندما جلسنا متقاربين على الرمال لم نتبادل كلمة واحدة ..
فجأة وجدنا أمامنا الطائرة الورقية تلمع ألوانها تحت ضوء الشمس .. نظر كل منا إلى الآخر
ثم بدأت الابتسامات ترتسم على وجوهنا .. بعد قليل نهض أخي الأكبر والتقط خيط الطائرة
.. راح يجذبه وقدماه تخطوان سريعًا فبدأت الطائرة ترتفع بالتدريج مع تقدمه المتسارع
داخل البحر .. نهضنا جميعًا ووقفنا نراقبه ونضحك ونصفق بحماس وهو يتوغل بخيط الطائرة
بين الأمواج حتى اختفى تمامًا .. عندئذ رأينا الطائرة تعود وارتفاعها يتقلص مع تناقص
سرعتها إلى أن هبطت أمامنا على الشاطئ ثانية .. تقدمت أمي وأمسكت بالخيط .. ومثلما
فعل أخي الأكبر؛ جعلت الطائرة تحلق عاليًا بينما تخطو داخل البحر وضحكاتنا
المقترنة بتصفيقنا الحماسي ترافقها حتى اختفت هي الأخرى قبل أن تعود الطائرة إلينا
بنفس الطريقة السابقة .. تكرر الأمر بشكل مطابق مع أبي وأخي الآخر وشقيقتي بالترتيب
.. أصبحت وحدي على الشاطئ والطائرة الورقية أمامي على الرمال .. تلفت حولي للحظات
ثم أمسكت بالخيط ونزعته عن الطائرة قبل أن أكمل تمزيقها كليًا .. ظللت أتأمل الأشلاء
الملونة التي يبعثرها الهواء ثم رحت أتقدم داخل البحر.