يعجبني أنك تفهمني جيًدا .. تدرك تمامًا ما أريده وتنفّذه بدقة ومهارة ...تجلس أمامك امرأة تلو الأخرى فوق مقعد الاستغاثة: زوجة تعرضت للضرب والإهانة على يد شريك حياتها .. أم اختطف طليقها أبنائهما .. ربة منزل استولى زوجها على مشغولاتها الذهبية وطردها من المنزل .. المآسي المضجرة التي تُحصّن الحياة .. تبدأ في تصوير كل واحدة كأنك تؤدي مهمتك الروتينية كمصوّر لموقع صحفي .. لكنك تعرف أن عليك أن تبدأ من أسفل .. أن تمر عدستك أولًا ببطء فوق فخذيها .. البطء الذي تزيد قيمته عندما ترتدي المرأة ثوبًا ضيقًا .. في الطريق إلى وجهها تتوقف كاميرتك لحظة واحدة عند مفترق الفخذين .. مجرد لحظة واحدة قد لا تُلاحظ ولكنني بالطبع أكون في انتظارها .. ثم تكرر التوقف نفسه عند ثدييها لزمن أطول قليلًا .. وبعدما تبدأ المرأة في الحكي والبكاء ستستمر عدستك بين حين وآخر في التنقل بين وجهها المحترق بالدموع وفخذيها .. بين ملامحها المحطمة وثدييها .. تنقلات تثير وتمتع كلما تصاعدت قوة النحيب وهي تتوسل لإنقاذها من مصيبتها .. ربما تستوعب أن تلك الأداءات التصويرية تعيد اكتشاف عينيها .. تمنح وجهها جمالًا شهوانيًا خاصًا.. كأنك بحركة كاميرتك أمام جسدها قد جعلتها تعرفني .. تعرف أنني أراها، وأن عليها لذلك أن تظهر كما يليق بإيمانها بوجودي .. كأنك تجعلها برجاءاتها المقهورة تمارس تعريًا سريًا .. تقوم بإغواء ضمني عبر استنجاداتها المكلومة .. تجعلها تبدو مهتاجة من أجلي .. تتوق لي .. تحلم بالخلاص في مخدعي. أنت بارع في تبليغ الرسالة التي أيقنتها وحدك .. تؤدي الأمانة كما لو أنني قد كلفتك بها حقًا من حيث أتوارى ولا يستطيع أن يراني أحد.