حين يُطفَئ مصباحي للأبد
سوف أسترد وظيفتي الأصلية
كسرٍ لا يكشفه إلا إخفاء محكم.
سأتوقف عن أن أكون وعدًا بالأمان
وأصبح دليلًا على كذبة الضوء
وبداهة الظلام في كل جسد.
سأترك البحر غنيمة للضجر
بعدما أتخلى عن دوري المصطنع
في لعبة الخطر والنجاة …
البحر كمقبرة معتمة
حيث تُدفن بتلاحق وصمت
أرواح العالقين في طمأنينة الأحلام:
السائرون في الشوارع
وساكنو البيوت
الخائفون من الغرق.
حين يُطفَئ مصباحي للأبد
لن أكون علامة ليلية
سأكون مصدرًا لليل
وذلك ما سيفسر الرهبة المُسْكرة
في نفس العابر
الذي يدور حول انتصابي المقبض
محدقًا في عيوني الخامدة
التي يعرف أنها من موضعها الشاهق
ترى ما لا يمكن رؤيته
وتختزن ما لا يمكن وصفه
وأن ذلك كان كافيًا
لأزيح عن خطواته الغافلة
مجرد وميض قد يتعثر به
في طريقه نحو النهاية.
اللوحة: Vilhelm Melbye