یرى الناقد المصري ممدوح رزق أنه من الممكن أن تتكون لجنة تحكیم
لجائزة روایة من روائیین فقط بشرط أن یكون لكل منھم رصید معروف من الدراسات عن فن
الروایة وإسھامات دائمة في تحلیل الخطاب الروائي واكتشاف جمالیاته على حسب وصفه،
وأضاف: من المھم أن تتوافر مقاربة الأعمال الروائیة حتى لو كانت في شكل مراجعات
كتب، أو تدوینات قراءة. ویجب كذلك تمیز ھذا الرصید باللعب التخییلي مع النصوص
الروائیة، أي بعدم النمطیة، أو الخضوع إلى التأویلات التقلیدیة، والتفسیرات
الجاھزة، كما ینبغي في ھذه الإسھامات تخلصھا من الیقینیات السھلة، التي تستند إلى
معاییر ذاتیة صارمة تتخذ طبیعة المطلق حول جودة الكتابة ورداءتھا، ذلك لأن التحرر
من تلك الشروط الاستعلائیة الساذجة سیتیح للكتابات الروائیة المختلفة أن تحصل على
الفضاءات اللازمة للتحاور والتجادل مع قرائھا «أعضاء لجنة التحكیم» في مستوى
یتجاوز ضرورة التقییم أو الوصول إلى نتائج، دون إقصاء استباقي، ووجود الناقد في
لجنة تحكیم لجائزة روایة لیس حتمیا في حد ذاته بل ما یجدر النظر إلیه ھو ما یمثله ھذا الناقد.. ما تعكسه إرادة الھیئة المانحة للجائزة من خلال اختیار التاریخ
النقدي الذي یتجسد في ناقد معین؛ فمن الممكن أن یكون في لجنة التحكیم ناقد أو
أكثر، أو أن تتشكل جمیعھا من نقاد، ولكن تحكمھم انحیازات منفصلة عن فن الروایة،
وعن موضوع الكتابة بشكل عام، أو یقدمون من خلال أدوارھم في لجنة التحكیم صورا
قاصرة عن الفن الروائي، لا تتخطى الحدود المألوفة التي یختزلون العالم داخلھا.
أروى المهنا (الرياض)
صحيفة "عكاظ" ـ 19 مارس 2019