من وراء هذه النافذة الزجاجية الكبيرة
التي تطل على الميدان الواسع
رأيت كثيرات يشبهونكِ من بعيد
ملامحك
جسدك
طريقة خطوك
وكلما اقتربت أي منهن
أتأكد أنها سرابك الخبيث
الذي يعرف كيف يكون بصرًا حادًا
أتدركين ماذا يعني هذا
أنكِ لن تدخلي أبدًا من هذا الباب
دون موعد لا أقدر على تبريره
بابتسامتك التي لم تومض خارج مخبئي
منذ ثمانية أشهر ويومين وأربع ساعات
وأنكِ لن تجلسي أمام احتضاري الغافل
الذي جررته من أمام صورتك على شاشة اللابتوب في بيتي
إلى هذا المقعد الذي لم يتحوّل رغم الانتظار الطويل
ومراقبة الموتى
إلى عرش سماوي...
أنكِ لن تقرأي لي قصتك الجديدة
لا لكي أساعدك على إعادة خلقها
مثلما تعوّدت الحياة أن ترسم يقينًا قاصرًا لنا
بل لأكتشف أنها رسالتك المشفّرة
التي ليس بوسعها أن تكون خطابًا عاريًا
يخبرني بأنه إذا كان هذا شتائي الأخير
فإنني أستطيع اختلاس نهايتي داخلك.
أتدركين ماذا يعني هذا أيضًا
أن كل من رأيتهن من وراء النافذة الزجاجية الكبيرة
التي تطل على الميدان الواسع
كانوا حقًا أنتِ.
منصَّة (Rê) الثقافيَّة ـ 13 نوفمبر 2018
اللوحة للفنان التشكيلي: أكرم زافي ـ سوريا.