القاهرة ـ آية ياسر
ما
الذي قصدته بعنوان مجموعتك القصصية الجديدة
(هفوات صغيرة لمغيِّر العالم)؟
المقصود بعنوان المجموعة هو السخرية من فكرة تغيير
العالم، ومن المحاولات التي تقصد تغييره، وكذلك من المبررات التي تدعي أنها تقف وراء
الفشل في تغييره.
كتبت
قصص المجموعة الـ31 على مدار 3 سنوات .. فما الخيط الدرامي الرابط بينها؟ وما هو المحور
الذي تدور حوله؟
لا يوجد خيط درامي محدد يربط بين القصص، فلكل قصة
طبيعة مختلفة، وإن كانت تتقارب في انتمائها إلى مرحلة الدنو من سن الأربعين ثم بلوغه،
وهو ما يعني ـ من ضمن ما يعني ـ التفكير في العُمر كحصيلة مرعبة من الأخطاء التي تراكمت
بصواب مثالي، وأيضًا في الكيفية التي حاولت الكتابة من خلالها طوال الماضي أن تكون
مقاومة لليأس الناجم عن الخضوع لسلطة الخطأ والصواب.
حصلت
على جوائز عديدة في القصة القصيرة والشعر والنقد الأدبي .. أيهم الأقرب إلى قلبك؟
جائزة المركز الأول في الشعر من ملتقى مدد عن نص
(نار هادئة) عام 2007، وكذلك أول جائزة حصلت عليها
وكانت المركز الأول في القصة القصيرة على مستوى محافظة الدقهلية وكان عمري وقتها 13 سنة.
ترجمت نصوصه إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية
.. ما الذي أضافته الترجمة لإبداعك الأدبي؟
هذه الترجمات كانت تقديرًا مميزًا من المترجمين
لي، أرادوا من خلالها التعبير عن محبتهم لنصوصي، وهو أمر أعتز به للغاية، وهناك مشروع
لإصدار مختارات من قصصي القصيرة بالإنجليزية يتم الإعداد له حاليًا.
يحتوي كتابك
النقدي الجديد "هل تؤمن بالأشباح" على قراءات في أعمال أشهر الأدباء العالميين..
ما السمة التي جمعت بينهم من خلالها في كتابك؟
لكل كاتب من هؤلاء عالمه الخاص، وبالتأكيد هناك تشابهات
عديدة، لعل أبرزها هو الإخلاص للفرد المنعزل داخل اللحظة الصغيرة التي تكشف عن جحيمه
الشخصي، وهو ما عبّر عنه (فرانك أوكونور) في كتابه (الصوت المنفرد) كتعريف للقصة القصيرة
بعبارة: (الوعي الحاد باستيحاش الإنسان).
ما الذي دفعك لجمع مقالاتك الخاصة بالباب الأسبوعي
(كلاسيكيات القصة القصيرة) في كتاب؟
لأنني أردت ـ مثلما ذكرت في مقدمة الكتاب ـ أن يكون
تتويجًا منفردًا للفترة التي قضيتها في اختيار قصة قصيرة كل أسبوع من الكلاسيكيات،
والكتابة عنها لموقع (الكتابة) الثقافي.
ماذا عن روايتك الجديدة "إثر حادث أليم"؟
لا يمكنني بالطبع إعطاء وصف مختزل لها، وإن كانت
على المستوى الشكلي تدور عن ابن ينشر مذكرات أبيه الذي تعرّض لحادث أليم، قبل عن يُعلن
هذا الأب عن نفسه، وعن علاقة ابنه بهذه المذكرات في نهاية الرواية.
لماذا استخدمت تقنيتي «ما وراء السرد» واللعب بالأزمنة
في روايتك "خلق الموتى"؟
لأن الرواية تقوم على هذا التجاور والتقاطع بين
الأزمنة، ومن ضمن المهام التي تحققها تقنية (ماوراء السرد) هو جعل القارئ شريكًا في
لعبة تبادل الأدوار بين شخصيات الرواية، أي فاعلا أصليًا في تكوين علاقات هذه الشخصيات
بالمسارات المتغيرة لحركة الزمن.
عصفت بكثير من التابوهات الجنسية والدينية في روايتك
سوبر ماريو .. فهل تعمدت ذلك؟
بالتأكيد لا؛ فالرواية تتناول في جانب أساسي منها
الحياة العائلية والمهنية لبلطجي في صورته المألوفة، وكان من الضروري ـ بديهيًا ـ الالتزام
بالحقيقة كما أعرفها عن هذه الشخصية وعلاقاتها، كما أن هذا الالتزام هو الدافع الجوهري
الذي خلقت الرواية من خلاله استفهاماتها، ومحاكماتها للحياة والموت، ولكل معرفة تقدم
نفسها كحكمة للوجود.
في كتابك "السيء في الأمر" لماذا تبدو غير
متحيز لأىٍ من الأنواع الأدبية؟
أردت أن أجرّب في هذا الكتاب سبيلا لتحريض القارئ
على التحرر من سلطة التصنيف، أي تضليل ما يمكن اعتباره مبادئ جمالية للقصة والشعر،
ولهذا اخترت كلمة (نصوص) كتعريف له، بالإضافة لكتاب آخر بعنوان (بعد كل إغماءة ناقصة)
.. كما سبق وذكرت قبل ذلك فهذا الوصف كان وقتها بمثابة حيلة لمواجهة ورطة الرفض المسبق
الشكلي من القارئ لما لا يتوافق مع انحيازاته القصصية والشعرية، أي أنه كان سعيًا لتفادي
المأساة التي أخبرنا عنها (لويس دوديك): (وبينما كنت أحتضر/ أنزف حتى الموت / كانوا يقولون / "لكن هذه قصيدة
نثر / هذا ليس شعرا ، هذا نثر" / وهكذا مت أنا).
ما هي ملابسات نشر كتابك "النمو بطريقة طبيعية"
وفوزه بمسابقة إحدى دور النشر؟
(النمو بطريقة طبيعية) هو اسم القصة التي فازت بهذه
المسابقة، وتم اختياره كعنوان للمجموعة القصصية التي اشتملت على جميع الأعمال الفائزة،
وهذه القصة من ضمن نصوصي التي تُرجمت للفرنسية.
تمتاز لغة كتابك "بعد صراع طويل مع المرض"
بالجرأة الشديدة في المعالجة الجنسية داخل النص .. كيف حافظت على جمال اللغة بعيدًا
عن الإسفاف والفجاجة؟
ليس هناك تعمّد في هذا، ولست مشغولا بالحفاظ على
جمال اللغة أو الابتعاد عن ما يُسمى بالإسفاف والفجاجة .. أنا أكتب اللغة الجديرة بالنص
في لحظة معينة، دون حذر تجاه أي أوهام كلية أو ثوابت مطلقة تضع الجمال كحالة مناقضة
للإسفاف والفجاجة.
ماذا
عن ملابسات ترشيح روايتك "الفشل فى النوم مع السيدة نون" للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"
؟
تم اختيار هذه الرواية من ضمن ترشيحات دار (الحضارة)
للجائزة، وهو شيء أسعدني، ولكنني بالطبع لم أنتظر ما يتجاوز ذلك، فتلك النوعية التقليدية
من الجوائز لا يمكنها مجاراة روايات كهذه.
كيف
تقييم المشهد الأدبي المصري والعربي؟
لا أعتبر نفسي جزءً من المشهد الأدبي المصري والعربي
إلا شكليًا؛ فأنا منفصل تمامًا عن تحيزاته وحساباته، وعن شبكات المصالح التي تديرها
عصاباته. اسمي لا يقترن إلا بكتابتي فقط، وليس بصداقات وعلاقات وامتيازات وظيفية، وهو
اسم لم يُصنع خارج المركز القاهري فحسب، وإنما رغمًا عنه أيضًا.
ماذا
عن مشاريعك الأدبية المستقبلية؟
رواية (إثر حادث أليم) التي ستصدر قريبًا عن الهيئة
العامة للكتاب، وكتاب (النقد الإيروتيكي) بالإضافة إلى مشروع نقدي آخر أعد له منذ فترة
طويلة عن (جورج باتاي).
صحيفة (السياسة) الكويتية ـ 4 / 7 / 2017