أحمد أبو الخير
القصة القصيرة هي مكاني في العالم، هكذا عبر القاص والناقد والروائي
ممدوح رزق عن علاقته بالقصة. ممدوح صدر له العديد من الروايات منها (خلق الموتى)
و(الفشل في النوم مع السيدة نون)، له مقال نقدي ثابت في جريدة أخبار الأدب في مطلع
كل شهر، وكذلك باب شهري في جريدة (القصة) بعنوان (قراءات)، بخلاف ما يكتبه في
العديد من المواقع والجرائد والمجلات، صدر له مؤخرا بالقاهرة مجموعة قصصية جديدة
تحت عنوان ( هفوات صغيرة لمغير العالم) وحول النقد والقصة والكتابة كان لنا معه
هذا الحوار:
متى بدأت الكِتابة؟
أتذكر أن أول محاولة لكِتابة قصة قصيرة كانت بعد الغزو العراقي للكويت، وكاستجابة تقليدية لهذا الحدث، أردت أن أكتب نسختي القصصية من الحكاية المتكررة التي تم تداولها عن المصريين الذين سافروا إلى الكويت وجمعوا الثروات ثم أرغمهم الغزو على التخلي عنها أثناء الهروب .. كتبت قصة اسمها ( أرض الأمان) تعتمد كليا على العاطفة النمطية للتقارير الصحفية السائدة في هذا الوقت، وتتحدث عن رجل مصرى سافر إلى الكويت، وجمع ثروة، ولم يكن في ذهنه العودة لمصر، ثم وجد نفسه وأسرته داخل هذا الجحيم المفاجئ، فاضطر للفرار بأقصى سرعة ممكنة، تاركا ورائه كُل شيء .. كان عمري حينئذ 13 سنة، وربما سبقتها محاولات أخرى، لكنها منسية حتى الآن بالنسبة لي.
تلك كانت أول قصة كتبت، ولكن ما هي القصة الأولى التي نُشِرت؟
ما أعتبرها قصتي القصيرة الأولى هي التي نُشرت عام 1993 بجريدة (المساء)، وتحمل عنوان ( انكسار )، وكان النشر مقترنا بتقديمي من القسم الأدبي بالجريدة إلى الساحة الإبداعية باعتباري اسما أضيف إليها بقوة، وكان عمري وقتها 16 سنة.
أنت نشأت في حي شعبي، فهل يمكنك الحكاية عن طفولتك؟
نشأت في منطقة (ميت حدر) وهي حي شعبي بالمنصورة ومثل كثير من أسر الطبقة المتوسطة كانت أسرتي تمنعني بشكل صارم من أن يكون لي أي صلة بأبناء هذه المنطقة، لذا في الوقت الذي كان يخرج فيه الأولاد ليلعبوا في الشارع، كُنت أبقى في البيت معتمدا على الوسيلة الوحيدة للاتصال بهذا العالم الخارجي وهي الشرفة (البلكونة)، معظم الطفولة قضيتها في البلكونة، لدرجة أنني نقلت حياتي كلها تقريبا إليها: القصص والمجلات والألعاب وأحيانا كنت أنام فيها أيضا.
هل مِن الممكن القول أن ظروف النشأة قد انعكست على الكِتابة؟
بالطبع، كان لهذا الانزواء تأثيرا كبيرا، فقد كانت نتيجته الأهم هي خلق طبيعة شخصية لتأمل الآخرين من داخل العزلة، مراقبة الناس الذين لا أعرفهم، كنت أتخيل حيوات العابرين المجهولة، علاقاتهم، التفاصيل الغامضة للبيوت التي يعودون إليها .. كنت أراقب كل شيء، وأتخيل حياة له، حتى السيارات، تعاملت معها كبشر، تحمل كغيرها صفات الخير والشر، وتمتلك لغة سرية للتخاطب فيما بينها.
إلى أي مدى تفيد عملية مراقبة العالم؟
المراقبة هي حالة الاستعداد الدائم لانتهاز الفرص، أي اقتناص اللحظات الصغيرة المهملة، التي تجسّد احتمالات أصلية للحياة .. العزلة هنا تبدو كمخبأ تتطلب حمايته أن تصطاد العناصر الخاطفة لتشيّد جسرا لوجود يتجاوز الواقع الذي تنتمي إليه هذه الإيحاءات.
تنتشر دائما عبارة أن القصة القصيرة هي مراقبة للعالم فإلى أي مدى تتفق مع ذلك؟
نعم فتاريخ القصة القصيرة يدفعنا دائما للتفكير في المراقبة كقيمة جمالية، كفن، كغريزة إنتاج تاريخ لشخصيات لا تعرف عنها سوى وجه، تعبير ملامح، كلمة قيلت في مصادفة ما، فعل بسيط، لا يكاد ملحوظا، ويستحق أن تضعه في مفترق طرق ما.
قاص لا يزال في بداية الطريق فماذا يمكنك أن تقول له؟
أظن ـ بجانب كافة النصائح الأخرى ـ أن قراءة الأدب البوليسي ـ وفقا لتجربتي الشخصية ـ لها أهميتها، فهي بمثابة تدريب على مهارات الإخفاء والكشف، وأتصور أن كاتب القصة القصيرة ـ نظرا لتعامله مع مساحة كتابة أقل ـ يحتاج إلى التركيز مع هذه الخبرة أكثر من الروائي الذي يمكن أن تتعدد المخبوءات وأماكن التواري في متنه، بينما يبدو الأمر عند القاص كأنها مقامرة لإصابة هدف وحيد من المرة الأولى: ما هو هذا السر؟ .. أين ستخفيه؟ .. كيف؟ ولماذا؟ .. ما الذي ستكشفه ليقود إلى هذا السر، ولا يتوقف عنده؟
هل تذكر أول نص نقدي كتبته؟
أظن أنه كان عن كِتاب( قصائد امرأة سوداء بدينة ) لجريس نيكولز الذي صدر عن سلسلة آفاق عالمية.
أنت تكتب النقد، وتكتب أيضا القصة والرواية وغيرها، فكيف تتعامل مع الحس النقدي وقت كتابة العمل الإبداعي؟
المسألة تتخذ طبيعة عكسية بالنسبة لي؛ فكاتب القصة هو الذي يكتب النقد، أي أن الكتابة النقدية هي التي تنجم عن بصيرة القصة القصيرة.
كيف يكون النقد قصة قصيرة؟
بأن يتم التفكير في العمل الأدبي بحساسية القصة القصيرة، بالاشتباك مع فراغاته وفقا للإلهام الذي تثيره عادة روحها المقتضبة، بنسج أواصر بين هذه الفراغات في إطارها المكثّف للقلق، كباب ضئيل يُفتح على صور لا نهائية .. القصة القصيرة هي طريقة مثالية عندي لاستدعاء الافتراضات المختلفة في النقد ـ وهو بالضبط نفس التحريض الذي يمارسه الشكل الاختزالي لهذا الفن ـ واللهو بهذه الافتراضات كمن يقاوم دائما الوصول إلى مشهد مكتمل ونهائي في لعبة (بازل). من أكثر الأشياء التي تسعدني وأعتز بها حينما يتحدث كاتب عن قراءتي النقدية التي أضاءت اكتشافات لم تكن ملموسة له عند كتابته للعمل، أو حينما يصف الآخرون مقالاتي النقدية بأنها نصوص أدبية أكثر من كونها دراسات بالمعنى التقليدي.
إذا، فكيف تقيم العلاقة ما بينك وبين العمل الذي ستكتب عنه مقالة نقدية؟
هناك العديد من الخطوات، منها التعايش والجدل مع التصورات المباشرة، والإشارات الخفية وتطويرها، ثم زرع الألغام في هذه الانطباعات، وتتبع مسارات التفتت الناشئة عن توزيع التساؤلات، وربط المتناقضات، وتجاوز القرارات التأويلية ببصمات من الشك، والتي تُبقي النص مراوغا للتوقعات، حتى مع استخدام منهج أو نظرية نقدية محددة.
ما الحافز الذي أدى بك إلى كتابة النقد؟
ربما لأنه حينما تتحول الكتابة إلى الحياة، أي أن تأخذ الكتابة مكان الحياة على نحو تام، وتصل إلى مرحلة لا تستطيع معها أن تشير بثقة إلى شيء ما خارج الكتابة وتقول أنه يخصك، حينئذ لن يمكن للقراءة وحدها أن تصل بك إلى ذروة اللذة، بل يجب أن تعيد كتابة ما تقرأه بطريقتك، أي أن تمنحه حقيقة أخرى من حياتك أنت، التي ليست يقينية طبعا، وإنما مؤقتة، ولا يمكن محوها في الوقت ذاته.
كُتاب تقرأ لهم وأثروا بك؟
أفضل دائما وصف هؤلاء الكتّاب بأن أعمالهم كان لها إسهام يفوق الدور الذي أدته أعمال كتّاب آخرين في دعم (صوتي المنفرد) بتعبير (فرانك أوكونور)، منهم من كان مرتبطا بزمن معين، ومنهم من حافظ على ثباته مثل إرنست همنجواي، تشيخوف، كافكا، إدجار آلان بو، وليم تريفور، فولفجانج بورشرت، كورتاثر، بورخيس، ريموند كارفر، وغيرهم.
ناقد مُبتدئ، بماذا تنصحه؟
أن يكتب دائما عما يثير شغفه، وألا يقمع هذه الرغبة أو يؤجّل تحقيقها خضوعا لقهر الآخرين من فارضي الوصاية، وواضعي الشروط والقواعد، ومطلقي الأحكام الثأرية، وألا يتوقف عن تكوين العلاقات، وخلق الصلات بين النصوص التي يكتب عنها وبين حياته، تفكيره، أرقه وانشغاله بالعالم، وأن يستعمل في سبيل الكشف عن الاستفهامات والهواجس الممكنة كل ما يجده ملائما وجديرا بالاستعادة من القراءات والمشاهدات وخيالات الذاكرة.
قارئ سيقرأ لك لأول مرة، فماذا ستقدم له من أعمالك؟
المجموعتان الأحدث بالتأكيد: (هفوات صغيرة لمغيّر العالم)، و(دون أن يصل إلى الأورجازم الأخير)، وبالنسبة للنقد الأدبي كتاب (هل تؤمن بالأشباح؟)، قراءات في كلاسيكيات القصة القصيرة.
ما مشاريعك الجديدة؟
رواية جديدة، وكتاب نقدي بعنوان (النقد الإيروتيكي) وهو مدخل تطبيقي لمنهج جديد.
متى بدأت الكِتابة؟
أتذكر أن أول محاولة لكِتابة قصة قصيرة كانت بعد الغزو العراقي للكويت، وكاستجابة تقليدية لهذا الحدث، أردت أن أكتب نسختي القصصية من الحكاية المتكررة التي تم تداولها عن المصريين الذين سافروا إلى الكويت وجمعوا الثروات ثم أرغمهم الغزو على التخلي عنها أثناء الهروب .. كتبت قصة اسمها ( أرض الأمان) تعتمد كليا على العاطفة النمطية للتقارير الصحفية السائدة في هذا الوقت، وتتحدث عن رجل مصرى سافر إلى الكويت، وجمع ثروة، ولم يكن في ذهنه العودة لمصر، ثم وجد نفسه وأسرته داخل هذا الجحيم المفاجئ، فاضطر للفرار بأقصى سرعة ممكنة، تاركا ورائه كُل شيء .. كان عمري حينئذ 13 سنة، وربما سبقتها محاولات أخرى، لكنها منسية حتى الآن بالنسبة لي.
تلك كانت أول قصة كتبت، ولكن ما هي القصة الأولى التي نُشِرت؟
ما أعتبرها قصتي القصيرة الأولى هي التي نُشرت عام 1993 بجريدة (المساء)، وتحمل عنوان ( انكسار )، وكان النشر مقترنا بتقديمي من القسم الأدبي بالجريدة إلى الساحة الإبداعية باعتباري اسما أضيف إليها بقوة، وكان عمري وقتها 16 سنة.
أنت نشأت في حي شعبي، فهل يمكنك الحكاية عن طفولتك؟
نشأت في منطقة (ميت حدر) وهي حي شعبي بالمنصورة ومثل كثير من أسر الطبقة المتوسطة كانت أسرتي تمنعني بشكل صارم من أن يكون لي أي صلة بأبناء هذه المنطقة، لذا في الوقت الذي كان يخرج فيه الأولاد ليلعبوا في الشارع، كُنت أبقى في البيت معتمدا على الوسيلة الوحيدة للاتصال بهذا العالم الخارجي وهي الشرفة (البلكونة)، معظم الطفولة قضيتها في البلكونة، لدرجة أنني نقلت حياتي كلها تقريبا إليها: القصص والمجلات والألعاب وأحيانا كنت أنام فيها أيضا.
هل مِن الممكن القول أن ظروف النشأة قد انعكست على الكِتابة؟
بالطبع، كان لهذا الانزواء تأثيرا كبيرا، فقد كانت نتيجته الأهم هي خلق طبيعة شخصية لتأمل الآخرين من داخل العزلة، مراقبة الناس الذين لا أعرفهم، كنت أتخيل حيوات العابرين المجهولة، علاقاتهم، التفاصيل الغامضة للبيوت التي يعودون إليها .. كنت أراقب كل شيء، وأتخيل حياة له، حتى السيارات، تعاملت معها كبشر، تحمل كغيرها صفات الخير والشر، وتمتلك لغة سرية للتخاطب فيما بينها.
إلى أي مدى تفيد عملية مراقبة العالم؟
المراقبة هي حالة الاستعداد الدائم لانتهاز الفرص، أي اقتناص اللحظات الصغيرة المهملة، التي تجسّد احتمالات أصلية للحياة .. العزلة هنا تبدو كمخبأ تتطلب حمايته أن تصطاد العناصر الخاطفة لتشيّد جسرا لوجود يتجاوز الواقع الذي تنتمي إليه هذه الإيحاءات.
تنتشر دائما عبارة أن القصة القصيرة هي مراقبة للعالم فإلى أي مدى تتفق مع ذلك؟
نعم فتاريخ القصة القصيرة يدفعنا دائما للتفكير في المراقبة كقيمة جمالية، كفن، كغريزة إنتاج تاريخ لشخصيات لا تعرف عنها سوى وجه، تعبير ملامح، كلمة قيلت في مصادفة ما، فعل بسيط، لا يكاد ملحوظا، ويستحق أن تضعه في مفترق طرق ما.
قاص لا يزال في بداية الطريق فماذا يمكنك أن تقول له؟
أظن ـ بجانب كافة النصائح الأخرى ـ أن قراءة الأدب البوليسي ـ وفقا لتجربتي الشخصية ـ لها أهميتها، فهي بمثابة تدريب على مهارات الإخفاء والكشف، وأتصور أن كاتب القصة القصيرة ـ نظرا لتعامله مع مساحة كتابة أقل ـ يحتاج إلى التركيز مع هذه الخبرة أكثر من الروائي الذي يمكن أن تتعدد المخبوءات وأماكن التواري في متنه، بينما يبدو الأمر عند القاص كأنها مقامرة لإصابة هدف وحيد من المرة الأولى: ما هو هذا السر؟ .. أين ستخفيه؟ .. كيف؟ ولماذا؟ .. ما الذي ستكشفه ليقود إلى هذا السر، ولا يتوقف عنده؟
هل تذكر أول نص نقدي كتبته؟
أظن أنه كان عن كِتاب( قصائد امرأة سوداء بدينة ) لجريس نيكولز الذي صدر عن سلسلة آفاق عالمية.
أنت تكتب النقد، وتكتب أيضا القصة والرواية وغيرها، فكيف تتعامل مع الحس النقدي وقت كتابة العمل الإبداعي؟
المسألة تتخذ طبيعة عكسية بالنسبة لي؛ فكاتب القصة هو الذي يكتب النقد، أي أن الكتابة النقدية هي التي تنجم عن بصيرة القصة القصيرة.
كيف يكون النقد قصة قصيرة؟
بأن يتم التفكير في العمل الأدبي بحساسية القصة القصيرة، بالاشتباك مع فراغاته وفقا للإلهام الذي تثيره عادة روحها المقتضبة، بنسج أواصر بين هذه الفراغات في إطارها المكثّف للقلق، كباب ضئيل يُفتح على صور لا نهائية .. القصة القصيرة هي طريقة مثالية عندي لاستدعاء الافتراضات المختلفة في النقد ـ وهو بالضبط نفس التحريض الذي يمارسه الشكل الاختزالي لهذا الفن ـ واللهو بهذه الافتراضات كمن يقاوم دائما الوصول إلى مشهد مكتمل ونهائي في لعبة (بازل). من أكثر الأشياء التي تسعدني وأعتز بها حينما يتحدث كاتب عن قراءتي النقدية التي أضاءت اكتشافات لم تكن ملموسة له عند كتابته للعمل، أو حينما يصف الآخرون مقالاتي النقدية بأنها نصوص أدبية أكثر من كونها دراسات بالمعنى التقليدي.
إذا، فكيف تقيم العلاقة ما بينك وبين العمل الذي ستكتب عنه مقالة نقدية؟
هناك العديد من الخطوات، منها التعايش والجدل مع التصورات المباشرة، والإشارات الخفية وتطويرها، ثم زرع الألغام في هذه الانطباعات، وتتبع مسارات التفتت الناشئة عن توزيع التساؤلات، وربط المتناقضات، وتجاوز القرارات التأويلية ببصمات من الشك، والتي تُبقي النص مراوغا للتوقعات، حتى مع استخدام منهج أو نظرية نقدية محددة.
ما الحافز الذي أدى بك إلى كتابة النقد؟
ربما لأنه حينما تتحول الكتابة إلى الحياة، أي أن تأخذ الكتابة مكان الحياة على نحو تام، وتصل إلى مرحلة لا تستطيع معها أن تشير بثقة إلى شيء ما خارج الكتابة وتقول أنه يخصك، حينئذ لن يمكن للقراءة وحدها أن تصل بك إلى ذروة اللذة، بل يجب أن تعيد كتابة ما تقرأه بطريقتك، أي أن تمنحه حقيقة أخرى من حياتك أنت، التي ليست يقينية طبعا، وإنما مؤقتة، ولا يمكن محوها في الوقت ذاته.
كُتاب تقرأ لهم وأثروا بك؟
أفضل دائما وصف هؤلاء الكتّاب بأن أعمالهم كان لها إسهام يفوق الدور الذي أدته أعمال كتّاب آخرين في دعم (صوتي المنفرد) بتعبير (فرانك أوكونور)، منهم من كان مرتبطا بزمن معين، ومنهم من حافظ على ثباته مثل إرنست همنجواي، تشيخوف، كافكا، إدجار آلان بو، وليم تريفور، فولفجانج بورشرت، كورتاثر، بورخيس، ريموند كارفر، وغيرهم.
ناقد مُبتدئ، بماذا تنصحه؟
أن يكتب دائما عما يثير شغفه، وألا يقمع هذه الرغبة أو يؤجّل تحقيقها خضوعا لقهر الآخرين من فارضي الوصاية، وواضعي الشروط والقواعد، ومطلقي الأحكام الثأرية، وألا يتوقف عن تكوين العلاقات، وخلق الصلات بين النصوص التي يكتب عنها وبين حياته، تفكيره، أرقه وانشغاله بالعالم، وأن يستعمل في سبيل الكشف عن الاستفهامات والهواجس الممكنة كل ما يجده ملائما وجديرا بالاستعادة من القراءات والمشاهدات وخيالات الذاكرة.
قارئ سيقرأ لك لأول مرة، فماذا ستقدم له من أعمالك؟
المجموعتان الأحدث بالتأكيد: (هفوات صغيرة لمغيّر العالم)، و(دون أن يصل إلى الأورجازم الأخير)، وبالنسبة للنقد الأدبي كتاب (هل تؤمن بالأشباح؟)، قراءات في كلاسيكيات القصة القصيرة.
ما مشاريعك الجديدة؟
رواية جديدة، وكتاب نقدي بعنوان (النقد الإيروتيكي) وهو مدخل تطبيقي لمنهج جديد.
جريدة (النهار) الكويتية ـ 30 / 7 / 2017