الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

هفوات "ممدوح رزق" الكبيرة لتغيير العالم

اقامت مؤسسة بتانة اليوم حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصية "هفوات صغيرة لمُغير العالم" للكاتب ممدوح رزق، الصادرة مؤخرا عن المؤسسة، واشترك في مناقشة المجموعة الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، والدكتورة هويدا صالح استاذ النقد الادبي، وأدار الندوة الشاعر والناقد عمر شهريار.
تحدث شهريار في البداية عن التنوع الكتابي للمؤلف بين القصة والرواية والشعر والكتابة النقدية، فيما قرأ رزق علي الحضور بعض من القصص المختارة كـ "الغرق، حكايات متواطئة، كأننا كاذبان".
وأكد الدكتور شاكر عبد الحميد في مُداخلته بأن المجموعة كانت مفاجأة بالنسبة له حين قرأها؛ من حيث الزخم المعرفي والفني الواضح ضمن السياق السردي، والذي يدل علي إمتلاك الكاتب لأدوات القص الحديث، مستفيدا من الإرث القصصي العالمي.
وأشار، إلى تيمة الشخصية الواحدة المتواترة عبر قصص المجموعة علي طول السرد، والتي تحمل صوت الراوي، فيما حملت شخصيات المجموعة الطابع الكابوسي أو"الكافكاوي" بداية من تصدير الكاتب بمُقتطف لكافكا: "كل إنسان يحمل في داخله غرفة. هذه الحقيقة يستطيع المرء التأكد منها عند إصاخته السمع. فعندما يسير أحدهم بسرعة ويُصيخ السمع بدقة في الليل مثلا، عندما يكون كل شيء حولنا صامتا، فإن المرء سيسمع مثلا، خشخشة مرآة حائط ليست مُثبتة بشكل جيد".
وأوضحت الدكتورة هويدا صالح أن المدخل الأبرز لقراءة هذه المجموعة هو المدخل النفسي؛ مؤكدة علي ملمح الكابوسية الذي اشار اليه د. شاكر عبد الحميد، والذي يُكمله غلاف الكتاب الأسود؛ من حيث قراءة عتبات النص.
كما رأت أن روح المُتتالية يغلب علي قصص المجموعة، حيث السارد واحد تقريبا في معظم القصص. تنتقل شخصيته وإن اختلفت أو تنوعت من قصة لقصة، حاملة في سماتها الثقل العمري والزمني للراوي، ومضيفة في كل قصة بُعدا آخر للشخصية.
وأشارت الى التكنيك السينمائي الذي اتبعه الكاتب بالاضافة الي اللجوء الى مفردات الفن التشكيلي، من حيث توزيع مساحات الضوء والعتمة في النص، الأمر الذي كان له دور كبير في إظهار الهم الإنساني العام الذي تُقدمه القصص، وهو محاولة الإنصات إلى الذات.
واستمرارا في قراءة عتبات النص؛ اوضحت د. هويدا بأن الكاتب قدم هذه الكابوسية والعالم السوداوي من خلال السخرية منه؛ حيث لم تطرح المجموعة تلك الهفوات الصغيرة كما في العنوان، بل كانت أسئلة كبيرة ووجودية.
وائل سعيد
بتانة نيوز ـ 5 / 11 / 2017