الاثنين، 13 نوفمبر 2017

هايكو الحنين

(1)
الغيوم تتحسس
ملامح الأعمى.

(2)
ظل تجمّد
في طريق ليلي
بعد انطفاء النجوم
في كراسة رسم.

(3)
عصافير الصباح الباكر
ترش الأغنيات عبر شباك المطبخ.
تنمو زهور البيچاما الصغيرة.

(4)
العامود أمام البيت
يُريح ضوءه الأصفر
فوق السرير المظلم.

(5)
الملابس فوق الحبال
تُعطّر الضباب.

(6)
مطر يلوّن
الصمت وراء النافذة
برائحة الحصة الأولى.

(7)
البرد يتظاهر
بأن جسدي لا يزال ملونًا
ويعوم في السماء
بالخيط الذي في يده.

(8)
قلب برتقالي
يمحو خطوط الرصاص
فتذبل الوردة الحمراء
النائمة بداخله.

(9)
جسر يطير
كأن شمس العصر
تتبادلها أقدام صغيرة
في نهايته.

(10)
يهطل النهار من الثلج.
الليل ينبعث من أوراق الفل.
تعود الشرفات من التمشية
إلى أحلام الشتاء.

(11)
يستيقظ الأرنب بجوار القضبان.
يدق على طبوله
فتدور عجلات القطار.
قلب يسافر
عبر شقوق الشيش.

(12)
كأن الحديقة
إبنة صغيرة للنهر.
كأننا القطط البيضاء
التي تربيها الحديقة.

(13)
كنا أرواحًا
تحاول الاختباء من أجسادها
وهي تلعب (الغميضة)
مع شجرة عجوز.

(14)
يتظاهر أحدنا أنه الموت
ويقف في منتصف البحر
ليمنعنا من العبور بين شاطئين
فتضحكنا خيبته.

(15)
تمتد السماء
من قصة مصورة
إلى ما وراء البيوت.
هناك
ينتظرني كوخ أزرق.

(16)
عينان فوق الوسادة
تُحضران طبقًا طائرًا
لهذه السماء البرتقالية.

(17)
زرقة السماء
على وشك الغياب.
أمشي فوق البيوت
كأن الأسطح الصامتة
مربعات رصيف.

(18)
أصعد السلالم المغلقة
في ضوء النهار
لأصل إلى البحر.

(19)
أخرج في الليل
من الصخب الملوّن
لحفلة المدينة
إلى ظلام جانبي.

(20)
ساحات مزدحمة
لكرنفال الظهيرة الشعبي.
بيوت وشوارع قديمة
تسبح في عينيّ النائمتين.

(21)
لا تزال المصابيح
تومض في الليل.
بعد ذهابهم
أجلس على جانب الطريق.

(22)
فوق الشاطئ
يقفزون من قلبي.
تدفعهم جبال الأمواج عاليًا
فيعيدهم الصدر المهيب للأفق.

(23)
هواء الشتاء
يُهيّئ الفراغ الواسع
لمطر العصر.
أحلّق فوق شريط القطار.

(24)
الظلام يطغي تدريجيًا.
تتحوّل البيوت
إلى مصانع شاحبة
للدُمى الكبيرة.

(25)
المطر المسائي
في نهاية الرصيف.
تسكن الأضواء الخافتة
ويتمطّى النهر.

(26)
ليل يمطر
أعبر شارعا خاليًا
قادما من ظلام غريب
نحو بيت لا أعرفه.

(27)
مدينة تختبئ في اليقظة.
تظهر في أحلامي
لتبحث عن طفل مفقود.
اللوحة لـ Pierre Auguste Renoir