الأربعاء، 10 مايو 2017

السَفَر

في محطة الحافلات، وانتظارًا لاكتمال الركاب في المقاعد الشاغرة؛ تجلس الطفلة الصغيرة داخل الحافلة .. تتأمل عبر الشباك الزجاجي عجوزًا جالسة فوق رصيف المحطة وتبكي .. في عيني الطفلة استفهامات شاردة: لماذا تبكي هذه العجوز؟ .. هل أحزنها أحد؟ .. هل تحتاج إلى نقود؟ .. هل هي مريضة؟ .. هل تاهت؟ .. هل ضاع منها شيء؟ .. هل ستتوقف عن البكاء لو ربت شخص ما على كتفها الآن؟ .. هل من الممكن بعد قليل أن تصبح بخير؟ .. بجوار الطفلة الصغيرة يجلس رجل .. لا يتطلع إلى العجوز بقدر ما ينظر في عيني الطفلة اللتين تتأملان العجوز .. تنتبه الطفلة الصغيرة إلى نظرة الرجل إليها فتبتسم ثم تبعد وجهها لتثبّت عينيها للأمام بين العجوز وبينه .. يسمع الرجل صوت محرّك الحافلة يدور إشارةً لاكتمال الركاب في المقاعد الشاغرة .. شيء غامض وثقيل يتكوّن وينمو داخل الرجل، يريد أن يصعد إلى لسانه مع بدء تحرك الحافلة .. شيء يريده أن يطلب من السائق أن ينتظر.