لم أسمع رد زوجتي عليها، ومع ذلك لم يكن عندي سبب للشك في أنها ستخبرها بأنني نائم، أو على الأقل ستشير
لها نحو حجرة النوم .. فجأة سمعت طفلتي تسأل زوجتي مرة أخرى، وبصوت أعلى: أين
بابا؟ .. إذا كانت زوجتي قد تجاهلت الرد عليها، ربما لأنها غاضبة منها لسبب ما؛
فإنه من السهل على طفلتي تخمين أنني في السرير الآن مثل كل يوم في هذا الوقت ..
لكن طفلتي كررت سؤالها للمرة الثالثة وبنبرة أقوى تقارب الجزع .. حسنًا، إذا كانت
زوجتي قد قررت الاستمرار في عدم الرد عليها؛ لماذا لا تقطع طفلتي هذه الخطوات
القليلة من الصالة إلى حجرة النوم كي تراني وتتأكد بنفسها من أنني نائم؟ .. فكرت
أن أناديها وأخبرها بأنني في السرير لكن شيئًا مبهمًا كان يمنعني من ذلك .. سمعت
صوت باب الشقة يُفتح، بيد زوجتي حتمًا، وأقدام تتحرك إلى خارجه، ثم سمعت طفلتي
تبكي وتسأل أمها مجددًا بنحيب متوسل: "أين بابا؟" قبل أن يٌغلق باب
الشقة ويسود الصمت.
أنطولوجيا السرد العربي ـ 5 فبراير 2020
الصورة لـ joel peter witkin