تحكين لي عن الأرملة العجوز
الأم لاثنين من المهاجرين
التي عثروا على جثتها فوق عتبة المطبخ
بعد يومين من الموت.
قولي لصمتك المرتعش هذا
أن يكف عن التوسل لي
قلبي ليس متحجرًا كما تعتقدين
وليست اللامبالاة القاسية هي التي تمنعني
من الاتصال بكِ مرة واحدة على الأقل في اليوم
مثلما تريدين أن تطلبي مني الآن.
أعرف أنكِ لو أخبرتيني صراحة بكلمات تشبه:
(لا أريد أن تنتهي حياتي مثل العجوز)
لطلبت منكِ ـ كالعادة ـ أن تعبري المطبخ سريعًا
كي لا يصطادك الموت هناك.
صدقيني
ليست متعة مفضلة لي
أن أحوّل خوفك من الموت وحيدة
إلى دعابة هازئة
أنا فقط أكثر رعبًا مما قد يخطر ببالك
حتى أنني لا أجرؤ على قبول الاطمئنان عليكِ كل يوم
كي لا يعد ذلك إقرارًا من جانبي
بثقتك في بقائي على قيد الحياة.
كيف تضمنين ألا يعتبر الموت اتفاقنا
إهانة لدهائه
ينبغي أن يعاقبنا على ارتكابها
فتضطرين للبحث عن أحد آخر
يتصل بك مرة واحدة يوميًا على الأقل
بعد إزاحة جثتي
من فوق عتبة ما.