الجمعة، 21 يونيو 2024

ممدوح رزق: الجوائز لا تعد مرجعا تاريخيا للكتابة

عندما يطرح علي سؤال حول جدارة كاتب بالحصول على جائزة ما، وليس "نوبل" تحديدا، فإنني - وبعفوية خالصة - أتجه لتحويل السؤال إلى مساره العكسي: هل الجائزة نفسها جديرة بالتفكير في من 'يستحق" الحصول عليها؟ .. فكرة (الجائزة) لا تقوم على الجدارة بقدر ما تعتمد على تمثيل سياق معرفي محدد، غير مهيمن بطبيعة الحال، وما انتهى إليه من نتائج لن تتحقق بدون شروطه الذاتية .. سياق يقرر هويته بواسطة هذه الانتقائية القائمة على "تدابير" و"تقييمات" خاصة، ولا يقرر "المكسب" او عدمه .. بهذا المنطق فجائزة نوبل - شأن أي جائزة - تعبر عن نفسها في لحظات معينة وليس عن "جدارة" من حصل عليها أو "عدم جدارة" من لم يحصل عليها .. ارتباط (الأدب) ب (الجوائز) هو الموضوع الأساسي هنا الذي يتقدم على وجود مصادر او جهات مانحة (متفاوتة طبقيا بحكم ما يسمى بالامتيازات التقليدية) لتلك "المكافٱت" أو "التتويجات" المتعددة .. الارتباط الذي يخلق ما يمكن أن يعد "تاريخا رسميا" للكتابة ولكنه في نفس الوقت لا يمكن أن يكون "تاريخا مرجعيا" بالمعنى العام أو المطلق.

جريدة "الدستور"

17 يونيو 2024