الاثنين، 13 أبريل 2020

الفرصة الأخيرة للنجاة

السلام عليكم يا ضرطات مقهى "اللبن" وفندق "مارشال المحطة" في التسعينيات .. منذ فترة قصيرة مات واحد منكم، وقد آلمني هذا بصورة لا يمكنكم تخيّلها، ذلك لأنه على الأرجح لم يقرأ قبل موته "لوحة سرطان الخصية"، أو "معارض متنقلة"، أو "أفراح العين الزجاجية المحتقنة" .. تلك قصصي القصيرة التي خلقت من بين أشباحها من كان منذورًا فقط لمعاقبته على العجرفة المسكينة التي كان يتمتع بها .. بالطبع لا أحتاج أن أذكّر كل ضرطة منكم بجروحها القديمة التي حفرتها تلك العجرفة المضحكة في جوفها العطن بالدخان والكحول والأطعمة الرخيصة .. سنوات طويلة جدًا امتلأت بالكوابيس المتلاحقة التي نجح تشابكها في تعطيلي عن إيجاد طريق آمن يمكن من خلاله أن تتسلل هذه القصص إليه .. أغلب الظن أن هذا الإخفاق في حقيقته ليس إلا احتفالًا جذريًا لتلك الكوابيس، التي لا شفاء من تضاعفها إلا بالموت .. لذا، وبما أن الشرج الغيبي الذي خرجتم منه قد بدأ في استردادكم؛ فإنني أرجو أن تسرعوا بقراءة "جرثومة بو" .. بحق الأشياء التي كنا نحدّق إليها في صمت من فوق طاولة واحدة، ودون أن يمتلكها أي منا؛ افعلوا ذلك في أقرب وقت ممكن، كأنها الفرصة الأخيرة للنجاة.
أنطولوجيا السرد العربي ـ 12 إبريل 2020