آخر كل مساء يجلس مع زوجته وطفلته كي يحكي لهما عن المعجزات الواقعية لأصدقائه
الذين يتنقل بينهم يومًا بعد آخر .. كان يعرف أنه مع تراكم الليالي ستحلم زوجته
برجال آخرين، مثلما ستحلم طفلته بآباء يشبهونهم .. حتى الآن، لا يزال يخرج من بيته
كل مساء، فقط كي يجلس وحيدًا أمام النهر لوقت يطول أو يقصر وفقًا لقوة البكاء التي
يعتقد أن بإمكان قلبه تحمّلها، ثم يعود إليهما ليواصل الحكي .. في نهاية الليلة يعطي
بلا قصد الصوت الأكثر مهادنة لطغيان الصمت داخل حواسه؛ فلا يحلم سوى بـ "مستر
بين" وهو يقرأ وصيته المضحكة لصديقه "تيدي".
أنطولوجيا السرد العربي ـ 14 إبريل 2019