السبت، 23 سبتمبر 2017

هل تعرف صاحب هاتين العينين؟

لولا أني أخشى العواقب السيئة
وأنت تعرف أنني لم أعد أتحملها
لأظهرت صورتك الغائمة عند شاطئ البحر
التي أحتفظ بها على هاتفي
وسألت عنك سائق التاكسي
الذي يستمع إلى (الحب اللي كان)
والجالس وحده في المقهى
الذي يتلصص على الغروب من النافذة
والسائر دون رفقة
الذي تبطئ خطواته تلقائيًا أمام البيوت القديمة.
الملامح التي تدين بوجودها
لمضاجعات ناجحة في بداية الستينيات.
ربما شاركك أحدهم الجلوس ولو مرة واحدة
على الرصيف المقابل لكازينو (معروف)
وأنت تحرق سيجارة من أخرى.
أو شرب معك (ستلا) ذات مساء
تحت الإضاءة الخافتة
لفندق (القاهرة).
أو اقتسم معك إحدى الليالي
داخل امرأة.
ربما قال لي: نعم، أعرفه
وسأحكي لك عنه أسرارًا
ستعمل بقوة على تحسين موتك.
لا أستطيع ذلك
سيضحكون عليّ يا عم
رغم وحدتهم التي أراقبها كظل موبوء
أو بسبها تحديدًا.
ربما ستبتل سراويلهم من حسرتي
على كل متغيرات المدينة التي فاتتك
وسيفشلون في استيعاب ما يمكن أن أخبرهم به
عن الوحشة المتناثرة في القصص الجديدة
التي زرعها غيابك الطويل
عن المقاهي والنساء والحفلات الليلية
وأنني لم أنجح في الإبقاء عليك
بقدر ذكرياتك التي كان يجدر بي استكمالها.
أعرف أنك لم تعتمد عليّ في هذا النوع من الخلود
ولكنني أردت لآثارك الغامضة
أن تساعدني على ابتلاع العالم.
أنا الشحاذ الصامت
الذي غادر الحواف المائعة
دون أن يمر إلى أي شيء
ولا يعرف كيف يتسوّل واقعية لخياله
تحوّل أكاذيبه إلى قدَر آخر.
لو كان النجاح في هذا، على الأقل
مجرد احتمال
لما كنت في حاجة للاحتفاظ بصورتك الغائمة عند شاطئ البحر
ولما رغبت إلى هذه الدرجة في إظهارها
لمن أظنهم نسخًا منك
ولكان بمقدورنا حينئذ
أن نضحك بنقاء كامل
لأنني أصبحت أكبر منك بست سنوات
بعد أن كان الفرق ستة عشر لصالحك.
Photo by: Shokry Manaa
بتانة نيوز ـ 22 / 9 / 2017