الأربعاء، 8 فبراير 2017

ممدوح رزق: السيرة الذاتية حقيقة من التخيلات والأوهام

حوار: تيسير النجار
يطل عليك من بين سطوره، لا ينفصل عن أبطاله، وإن كان يراقبها من بعد، ويتركها حرة تفعل ما تشاء دون إملاء منه، تنتهك كتاباته كل ما هو مألوف وتأتي بغير المتوقع، مقتنص اللحظات الخبيثة، الأكثر حميمية وإثارة، إنه الكاتب والسيناريست (ممدوح رزق). هو كالمحيط، عميق، مليء بالأسرار، وكل ما تدركه منه ليس إلا جزءً ضئيلاً، بداخلي شغف وأسئلة لا حصر لها، أكتفي مؤقتاً بهذا الكم إذ لا يمكن لحوار واحد أن يحيط بعالمه.
ماهى أحلامك في الكتابة؟
هو حلم واحد لم أفقد الأمل رغم استحالة تحقيقه، وهو أن أصل إلى القلوب العامرة بالإيمان للنقاد المخصيين.
بماذا تتمنى أن تلقب؟
كنت أتمنى أن أُلقّب بـ (إله السينما) أو (أمير الموسيقى الذهنية) مثلاً، ولكن للأسف صداقاتي محدودة للغاية، ولهذا سأظل تعيساً بلا ألقاب.
ما هو سر تركيزك على الحياة الجنسية لأبطالك؟
لأن الواقع لا يلبي إلا أقل القليل من رغباتي الجنسية.
كما قلت أنك لا تعترف بالتابوهات فهذا للكتابة فقط؟ أم في الحياة ؟ وإلى أين سنصل إن لم نجد حدوداً؟
في الكتابة والحياة، وأتمنى أن أمتلك القدرة على عدم الاعتراف بها بعد الموت .. إن لم نجد حدوداً سنصل إلى عالم مطابق تماماً لما نحن فيه الآن.
هل تقرأ لطفلتك ما تكتب؟ ألن تخجل عند قراءتها لك؟
بالطبع ولأنها في الرابعة من عمرها فإنني لا أدخر جهداً في شرح وتفسير ما تعجز عن فهمه من نصوصي.
لأنك تكتب النقد هل تراقب النص عند كتابته بعين الناقد؟
أكتب النص بعين الناقد الذي ينبغي تحويله ـ على الأقل ـ إلى منديل ورقي مملوء بالمخاط.
ماهى رؤيتك للأدب العربي في عصرنا الحالي؟ وهل يوجد نقد يوازن كثرة النصوص والأعمال الأدبية؟
مع استثناءات نادرة هو أدب لطيف ولا يحتاج إلى جهد نقدي أكثر مما هو موجود بالفعل، بل في تصوري أن الحركة النقدية أنشط من اللازم فأدبنا العربي اللطيف لديه من المسالمة ما يغنيه عن النقد.
ألاحظ تأثرك بالأعمال الغربية في نصوصك، بعكس الأدب العربي هل يرجع ذلك إلى مستوى الكتابة العربية؟
بالعكس بل لأثبت من خلال تأثري بالأعمال الغربية أنها بلا قيمة أمام عبقرية الأدب العربي.
ما هى أحب أعمالك لقلبك؟
قصة قصيرة لم أكتبها بعد، ولا أعرف حتى الآن شيئاً عنها.
أخبرنا عن خطواتك قبل كتابة العمل؟
أغلق الباب والشباك ثم أفتح صفحة وورد جديدة.
هل من الممكن أن تكتب سيرتك الذاتية بوضوح دون مواربة تحمل دلالات أخرى؟
بالتأكيد، وستتكفل ذاكرتي ـ كالمعتاد ـ بإعطاء التخيلات والأوهام المستعادة للماضي يقين الحقيقة الواضحة.
هل تعترف بتصنيفات الأدب؟ وماهو الأدب السييء من وجهة نظرك؟
أعترف بجميع تصنيفات الأدب ليست القائمة وحسب، وإنما التي ستُخلق في المستقبل أيضاً .. الأدب السييء من وجهة نظري هو الذي يحاول أن يتحدى أو يشكك في القيم والمعتقدات الدينية والاجتماعية والثقافية .. الأدب الذي يسعى لزعزعة استقرار القواعد والمسلمات المحترمة التي تأسست عليها الكتابة.
كيف ترى عدم وصول أي عمل مصري لجائزة البوكر هذا العام؟
هذا يؤكد أن الروايات المصرية لم ترتقِ لمستوى المحكمين.
هل حصول الكاتب على عدد من الجوائز يؤكد موهبته؟ أم أننا نفتقد من لديه إمكانية التقييم؟
بالطبع الجوائز تأكيد على موهبة الكاتب، وأتصور أن وطننا العربي به أفضل من يمتلكون القدرة على التقييم في العالم.
ما رأيك فيما يقال أن من يعيش حياته وفق ما يريد لا يكتب، الكاتب يعيش حياته على الورق؟
هذا صحيح تماماً، وتلك هي مشكلتي الرئيسية، فهناك دائماً ما يمنعني من التوقف عن أن أعيش حياتي وفق ما أريد كي أبدأ في الكتابة، ولكنني لازلت مصمماً على تحقيق هذا الحلم، وأعرف أنني سأتمكن من ذلك في يوم ما.
موقع (أدب فن) ـ 8 / 3 / 2015