الخميس، 22 ديسمبر 2016

مكان جيد لسلحفاة محنطة

ﺻدرت ﻋن ﺳﻠﺳﻠﺔ "ﺣروف" ﺑﺎﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺻور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻰ ﯾﻧﺎﯾر اﻟﻣﺎﺿﻰ ﻟﻠﻛﺎﺗب "ﻣﻣدوح رزق" ﺻﺎﺣب اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟرواﺋﯾﺔ واﻟﻘﺻﺻﯾﺔ آﺧرھﺎ ""ﺧﻠق اﻟﻣوﺗﻰ" و "ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ﺑﻘﻠﯾل". ﻓﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﮫ "ﻣﻛﺎن ﺟﯾد ﻟﺳﻠﺣﻔﺎة ﻣﺣﻧطﺔ" اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘﺻص أﻓﻛﺎرھﺎ ﻣﻧﺗﻘﺎة ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ واﻟﺗﻰ ﺗﺧرج ﻋن أﺣﻛﺎم ﻧﻣطﯾﺔ ﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻘﺻﯾرة. ﻟﻛن ﻛﻣﺎ ُوﺻﻔت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ "ﺗﺣﺎول ﺗﺟﺎوز اﻵﻓﺎق اﻟﻧﺻﯾﺔ" ﻟذﻟك ﻗد ﺗﺿﯾﻊ ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺣﻛﻰ داﺧل ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺻﺔ اﻟواﺣدة - ﺑﺎﻟطﺑﻊ إذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻘﺻد ذﻟك - ﻓﺗﺧرج ﻣن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺻﺻﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﺑﺎءة اﻟﻧص اﻟﻣﺟرد.
ﻧﺟد ﻓﻰ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗﺻﺻﺎ ﻗﺻﯾرة ﻛﺎﻟطﻠﻘﺎت ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻟروح اﻟﻌﺻرﯾﺔ اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻰ اﻟﺗﻰ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻣرﺗﺎدوھﺎ إﻻ ﻟدﻓﻘﺎت ﻗﺻﺻﯾﺔ واﻣﺿﺔ ﻛﻣﺎ ﯾظﮭر أﯾﺿﺎ ذﻟك ﻓﻰ اﺧﺗﯾﺎره ﻟﺑﻌض ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻘﺻص ﻣﺛل: ﻓﯾس ﺑوك، ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟم ، ﺑﺎﻹﺻﺑﻊ اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﻘدم أﻋﻣﻰ، اﻟﻣزرﻋﺔ اﻟﺳﻌﯾدة.
اﻟﺧﯾﺎل ﻓﻰ "اﻟﺳﻠﺣﻔﺎة اﻟﻣﺣﻧطﺔ" ﺣﺎﺿر ﺑﻘوة وﺳط اﻟﺗداﺧﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺿطرﺑﺔ ﻧﺟده ﻣﺧﺗﻠطﺎ ﺑﺄﺑطﺎل اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺳط ﺗﻧوع اﻟﺧطوط داﺧل اﻟﻛﺗﺎب ، ﻓﺗظﮭر روح اﻻﺧﺗﻼق اﻟواﻗﻌﻰ ﺑﺑراﻋﺔ، ﺣﯾن ﯾﺣدﺛك اﻟﻛﺎﺗب ﻓﻰ ﺟدﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﻗﺻﺔ : ﻣﺎرﯾﺎ ﻧﻛوﺑولوس ﻓﻰ ذﻛرى وﻓﺎﺗﮭﺎ وھﻰ ﻓﺗﺎة ﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﻧﺎﻟت ﺷﮭرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺧﺎرﻗﺔ، ﻓﻛﻣﺎ وﺻﻔﺗﮭﺎ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ھﻰ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺳﯾر ﺑظﮭرھﺎ ﻣﺳﺎﻓﺎت ووﺳط اﻟزﺣﺎم. وﯾﺣﻛﻰ ﻋن ﺳﻔرھﺎ ﻓﻰ ﺟوﻟﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺗﻘت .اﻟزﻋﯾم ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر واﻟﺑﺎﺑﺎ ﺷﻧودة.
ﻛﻣﺎ ﺗظﮭر اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﻓﻰ ﻗﺻﺔ "ﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟرﺟل اﻟذى ﻛﺗب ﻗﺻﺔ ﻗﺻﯾرة" اﻟﺗﻰ ﺗﺣﻛﻰ ﻋن ﻋﺟوز ﻗرر ﻗﺑل رﺣﯾﻠﮫ ﻋن اﻟدﻧﯾﺎ أن ﯾﻛﺗب ﻗﺻﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﻰ أوراق وزﻋﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ أھل ﻗرﯾﺗﮫ ﻟﻛﻧﮭم ﻟم ﯾﺟدوا ﻓﻰ اﻟورق ﻏﯾر ﻛﻠﻣﺎت ورﻣوز ﻏﯾر ﻣﻔﮭوﻣﺔ ووﺳط ﻋﺟﺑﮭم اﻟﻣﺳﺗﻣر أﻋزى ﺷﯾﺦ اﻟﻘرﯾﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻛل اﻟﻣﺻﺎﺋب اﻟﺗﻰ أﻟﻣت ﺑﮭم ﻣﻧذ رؤﯾﺗﮫ، ﻓﯾﻘررون اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮫ ﺑﺷﻛل ﻓﺎﻧﺗﺎزى رﻏم ﻣﺎ ُﻋرف ﻋﻧﮫ طول ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑﯾﻧﮭم ﺑوداﻋﺗﮫ و ﺣﻛﻣﺗﮫ. أو اﻟﻐراﺋﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﺔ "ﺳرﯾر" اﻟﺗﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﯾروى ﺳرﯾر ﺻﻧﻊ ﻓﻰ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت ﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻟﻣﻘﺗﺿﺑﺔ. أو ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺎول ﻓﺳﺎد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﻰ واﻟﻛﺗﺎﺑﻰ ﻓﻰ ﻣﺻر ﻣن ﺧﻼل ﻗﺻﺔ "ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب".... وﻓﻰ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﺗﺧﺗﺗم اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑﻘﺻص ﻗﺻﯾرة ﺟدا ﻣﻔﻌﻣﺔ ﺑﺎﻟوﺣدة واﻟﺣﻧﯾن.
لؤي ياسر
جريدة (المواطن) الإلكترونية
3/4/2014