“نطقت الصواب”، أجاب زائري. “لانيون، تذكّر قَسَمَك ووجوب الكتمان: ما سيتلو ينضوي تحت خاتم مهنتنا سرًا لا تبح به. والآن، أنت يا من ارتبطت طويلًا بأشد وجهات النظر جمودًا وضيقًا، أنت يا من أنكرت فضيلة الطب المتسامي، أنت يا من استخففت بمعلميك ـ انظر!”.
»” رد لانيون: لقد كنا كذلك. لكن منذ أكثر من عشرة أعوام أصبح جيكل غريبًا لأبعد حد بالنسبة لي؛ لقد بدأ يضطرب، يضطرب أيما اضطراب، في رأيي. وكانت تراوده أفكار شاذة للغاية وغير مبنية على أسس علمية بالمرة. ولست أرى أن أفكاره وتجاربه كانت غير علمية فحسب، وإنما أيضًا غير مقبولة أخلاقيٍّا. لقد كان يسعى نحو بلوغ نتائج خطيرة. بوضوح تام، لم أستطع أن أواصل تعضيده. قطعًا بصفتي صديقًا قديمًا، ما زلت أهتم بأن يحيا حياة كريمة، لكنني لا أريد أن أتورط معه كثيرًا«.
تكدر أترسون لدى معرفته أنه يوجد شجار بين لانيون وجيكل. وقد ابتغى أن يسأل عن هذه التجارب الخطيرة، لكنه عرف أنه يجدر به أن يلتزم بالموضع الذي أراد“.
“وشاءت المصادفة أن وجهة دراساتي العلمية، التي أفضت جميعًا صوب الغامض والمتسامي، تنشطت وسلّطت ضوءًا قويًا على هذا الوعي الذي بي إزاء الحرب الطويلة الأمد التي تدور رحاها بين أعضائي”.
جزء من كتاب “دكتور باركمان ومستر ويبستر” الصادر حديثًا عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع