ماذا لو أن هناك قائمة تشتمل على كل ما يمكن مصادفته من الانتقادات
والمآخذ التي اعتادت الدراسات النقدية والمراجعات وتدوينات القراءة على توجيهها
للأعمال الأدبية والنقدية العربية؟ .. ما الذي يمكن أن تتضمنه هذه القائمة فيما
يشبه "موسوعة للشر" لدى القرّاء والنقاد، وكيف ستبدو مساحات التوافق
والتقارب الطاغية بين هذه الممارسات اللغوية العدائية؟ .. كيف يمكن تأويل هذه
الممارسات كسلطة للقهر الاستباقي، أو "ككاتب أصلي" مثلما تحدثت سابقًا
أكثر من كونها رد فعل أو خصومة مضادة؟ .. لنبدأ بالقائمة أولًا:
ـ تبني العمل الأدبي لمفاهيم الاستشراق، والتصورات الاستعمارية التي
تمجّد الغرب "المستنير" في مقابل "التخلف" العربي المظلم،
وبالتالي الخضوع للتصنيفات "الجنسية" المختلقة والمتحيزة للإمبريالية
الرأسمالية التي تسعى للهيمنة الثقافية على الشعوب العربية.
ـ الترويج للتأويلات الغربية المتعسّفة للتراث العربي.
ـ السير على خطى بعض المثقفين العرب المتأثرين بالأعراف الأوربية في
الدفاع والتبرير والدعوة لمحاكاة النماذج المتهتكة والشاذة، التي تمثل الحداثة في
العصور العربية القديمة.
ـ إعادة إنتاج الأدبيات الغربية الزائفة التي تتناول الحياة الجنسية
في العالم الإسلامي، والتي تضمر أغراضًا فاسدة تحت دعاوي المساواة وحقوق الإنسان.
ـ الانغماس في التحليلات النفسية الفرويدية، والأفكار الليبرالية والاشتراكية
والعلمانية والماركسية والنسوية والقومية والرومانسية المستوردة في مقابل التغاضي
عن معاناة المسلمين.
ـ تجاهل التأكيد على أن بعض مظاهر الرجعية في المجتمعات العربية ترجع
إلى تأثر عدد من المفكرين والعلماء المسلمين بالأصولية المسيحية في أوروبا.
ـ المبالغة كمًا وكيفًا في تصوير الجرائم المتعلقة بالممارسات غير
السوية، والقمع الجنسي، والشرف، والتعذيب الجسدي، والتقاليد الاجتماعية الموروثة
في البلدان العربية.
ـ الانحلال الأخلاقي في الكتابة، والذي ينتشر وراء لافتات الحرية،
والتقدم الحضاري التي زرعتها الليبرالية الغربية في المجتمع الإسلامي لمحاربة
الأمة بأدوات استعمارية حديثة.
ـ الدعاية الأدبية لمبادئ البورجوازية الغربية، والرؤى الكولونيالية
التي ترسّخ الشعور بالدونية للهوية العربية أمام التحضّر الغربي.
ـ عدم انتقاد المعرفة الغربية، وما تتضمنه من انحطاط وشذوذ ونظريات
ملفقة لتعليل فسادها.
ـ الوقوع في خطأ عدم توضيح الفرق بين المعارف الأصولية المسيحية
واليهودية التي تأثر بها بعض المفكرين والعلماء المسلمين فأصبحت دلائل تأخّر في تفكيرهم،
وبين المعجزات، والقيم المقدسة في التاريخ الإسلامي التي استغلها الغرب بوسائله
المادية القاصرة في تشويه العقيدة الإسلامية.
موقع "الكتابة" ـ 30 سبتمبر 2018