الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

«أحلام اللعنة العائلية» متوالية قصصية لممدوح رزق عن دار عرب

تصدر قريبًا عن دار عرب للنشر والتوزيع، أحدث إبداعات الكاتب ممدوح رزق، المتوالية القصصية “أحلام اللعنة العائلية”، وتضم 60 نصًا قصيرًا كُتبت خلال السنوات الثلاث الماضية، نُشر عدد منها في مجلة "عالم الكتاب" عام 2019.

و"أحلام اللعنة العائلية"، قال ممدوح رزق للدستور: قصص"أحلام اللعنة العائلية" دمج سحري بين الذكريات وأحلامي بها ـ بالمعنى الأشمل للحلم ـ وبالمدينة بوصفها متاهة سرية للأشباح، وذلك كمطاردة تشريحية للجذور الغامضة التي أنتجت تاريخًا ملعونًا.

ومن نصوص المتوالية القصصية "أحلام اللعنة العائلية"نقرأ:"الظلام يطغى تدريجيًا .. أعبر الشارع العريض إلى الجانب الآخر كي أدخل زقاقًا جانبيًا واسعًا، أقرب إلى مدينة مستقلة لن يبدأ سكانها في إضاءة المصابيح مع اقتراب العتمة .. سكانها الذين يعرفون بعضهم جيدًا .. أسير داخل الزقاق متلفتًا حولي .. البيوت ليست مساكن للبشر بل بنايات ذابلة تُضنع داخلها الدُميات الكبيرة .

ينظر الجالسون أمام كل مبنى كأصحاب المصانع إلى وجهى وأنا أخطو بينهم ثم يديرون عيونهم كأنما يتقاسمون الحكاية التي جئت بسببها إلى هنا .. أستطيع أن أرى من أسفل وعبر النوافذ العالية رؤوس الدميات التي تتجهز للخروج إلى الزقاق الموشك على إحكام ظلامه .. أستطيع أن أرى الأيدي التي تحاوطها وتعمل في أجسادها الكبيرة لإنهاء الأمر .. أشعر أنه المكان الذي سيمكنني من تجميع الأشلاء التي وزّعتها خارجه .. لكنني لا أعرف هل ستتحوّل الدميات الكبيرة إلى أشباح مع اكتمال العتمة .. هل غرست الأيدي التي رأيتها عبر النوافذ العالية أرواحًا شريرة داخل أجسادها.

أي كائنات تنتمي إليها تلك الأيدي .. هل هم أنفسهم الجالسين أمام المباني، وقد تركوا كوابيسهم في الأعلى لتجهّز الدميات قبل النزول إلى الزقاق  الواسع .. لدي جروح متلاحمة يدركون تاريخها تمامًا .. يدركون أيضًا أنني أعمى، ولا أريد العودة إلى بيتي .. للدميات الكبيرة وجه واحد يتكرر في جميع النوافذ .. وجه واحد سيحاول أن يفتح فمه بكامل اتساعه ليبتلع الجالسين في الأسفل .. وجه واحد له نفس ملامحي".

يُذكر أن ممدوح رزق، تنقل بين الأجناس الأدبية المتعددة٬ حيث صدرت له العديد من المجموعات القصصية والشعرية والروايات والمسرحيات والكتب النقدية كما كتب سيناريوهات لعدة أفلام قصيرة.

حصل على جوائز عديدة في القصة القصيرة والشعر والنقد الأدبي. ترجمت نصوصه إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

وصدر له: إثر حادث أليم٬ خيال التأويل٬ هل تؤمن بالأشباح؟٬ قراءات في كلاسيكيات القصة القصيرة٬ هفوات صغيرة لمغيّر العالم٬ خيانة الأثر٬ دون أن يصل إلى الأورجازم الأخير٬ بعد صراع طويل مع المرض٬ فأر يحتفل بخطاب الحقيقة٬ الفشل في النوم مع السيدة نون٬ مكان جيد لسلحفاة محنطة، وغيرها.

كما كان ممدوج رزق قد أصدر مؤخرًا كتاب "مكائد القص" والذي يضم مقرر ورشته القصصية.

نضال ممدوح

جريدة "الدستور" ـ 1 ديسمبر 2021