الثلاثاء، 23 يوليو 2024

ABBA


 "على مدار السنوات الطويلة الماضية جمعت صورًا كثيرة جدًا لفريق آبا، لكنني لم أعثر على تلك الصورة الكبيرة التي كانت أشبه بنافذة في حائط غرفتك مشرعة على مسرح ثابت لا يتوقف بيني أندرسون وبيورن ألفيس وأجنيتا فالتسكوغ وآني فريد لينغستاد عن الغناء فوقه .. أعتقد أن السبب الرئيسي لذلك يرجع إلى فقدان ذاكرتي للتفاصيل المحددة لتلك الصورة التي كنت تفتح عينيك وتغلقهما عليها في الثمانينيات، في مقابل امتلاك هذه الذاكرة تأكدًا عامًا عن المشهد الذي تجسده الصورة .. لهذا أعتقد أيضًا أنها واحدة بالفعل من ضمن مجموعة الصور التي بحوذتي ولكنني فقط أعجز عن الإشارة إليها بيقين .. لم تكن أغنيات آبا في حجرتك تعني بالنسبة لي كطفل أن ثمة حياة ساحرة خارج البيت، وأنك تحوم رفقة أصدقائك حول هذه الحياة وعبر مسافات متباينة كلما تجاوزت باب الشقة كل مساء وحسب .. كانت تعني أيضًا أن ثمة زمنًا قادمًا يُحتمل بقوة أن يكون هذا البيت خلاله جزءًا من هذه الحياة .. الأسرة كلها وجميع حكاياتنا، وأشياؤنا كافة ستعيش ذات يوم في أغنيات الآبا .. الأغنيات التي تمتد من الكلمات والنغمات والإيقاعات إلى عالم الفريق نفسه .. العالم الذي سيبقى في الثمانينيات .. الذي سيسترد الأزل ويمتلك الأبد بواسطة الثمانينيات .. كان بيني أندرسون وبيورن ألفيس وأجنيتا فالتسكوغ وآني فريد لينغستاد أصدقائي الذين لم أكن أعرف أسماءهم بعد، خصوصًا بيني أندرسون بتصفيفة شعره ولحيته وملابسه، أي بعلامات الحميمية الثمانينية الجامحة التي يتسم بها .. يكفيني أنني أعرف وجوههم وأستمع إلى the winner takes it all وmamma mia وhoney, honey لكي أؤمن بهم كملائكة "حقيقيين" لا يثبتون الثمانينيات كوقت عابر وإنما كجسر استثنائي نحو نعيم خالد .. ملائكة تعتني بنا ـ رغم كل شيء ـ دون تكليف من أبوة سماوية .. بإغواء من لا سماويتنا المشتركة".

جزء من رواية “نصفي حجر” ـ قيد الكتابة.