الأحد، 26 فبراير 2023

كاربوف

يقولون إنني لاعب شطرنج جيد جدًا

لست فائق البراعة لأنني لا أتمرّن بما يكفي

هذا يعني أنني أسوء لاعب شطرنج في العالم.

في تصوري على الأقل

هي لعبة لا مكان فيها للتصنيف المتوسط

إما أن تتسم بالبراعة القصوى

أو تكون لا شيء على الإطلاق.

اقتنيت في الصبا كتابًا عن “أناتولي كاربوف”

ثم فقدته للأسف بعد فترة قصيرة

ولم أنجح في استرداده أبدًا

لا أتذكر منه سوى غلافه

صورة أيقونية بالأبيض والأسود لـ “كاربوف”

يجلس ككاهن أسطوري أمام رقعة شطرنج

مجهزة لمباراة لم تبدأ بعد.

النظرة الشيطانية في عينيه

تعلن النتيجة مسبقًا

تقرر مصير خصمه

من قبل أن يجلس على الطرف الآخر من الطاولة.

أتذكر أنني كنت أحدق في وجه “كاربوف” من حين لآخر

محاولًا بخيال عيني

إذابة تجهمه الحاد بشيء من البكاء

ببعض الدموع

كنت أفعل ذلك سخرية من انضباط وصرامة الشطرنج نفسه

من تحايله الطوباوي على فوضى العالم

وهو ما أحبه في هذه اللعبة تحديدًا

لكن ملامح “كاربوف” احتفظت بصلابتها المرهبة

وظل منتصرًا فوق غلاف الكتاب.

مع كل دور جديد

حتى ذلك الذي ينتهي بمكسبي

أوطد تعريفي الخاص للشطرنج:

ألا أخسر بسهولة

أن يبذل خصمي جهدًا كبيرًا للتغلب عليّ

أن أستمر في اللعب لأطول وقت ممكن

بينما أتخيل أثناء ذلك شكل الرقعة

حين ينتهي الدور بهزيمتي.

جرح إثر جرح

لكي أظل موجودًا بقدر ما أستطيع

خاصة بعد ترك الطاولة.