الاثنين، 11 يوليو 2016

خزانة المشي

وأنتم تقتلون بعضكم؛ دعونا فقط نمر .. نحن الذين لا نخرج من بيوتنا إلا في مثل هذا اليوم من كل عام .. لم نكن نعرف أنكم تقتلون بعضكم، ومع ذلك لم نندهش .. نحن لن نضايقكم أو نعطلكم .. اسمحوا لنا فحسب أن نصل إلى مُصلح الأحذية العجوز الذي لا يفتح دكانه إلا في هذا اليوم أيضا من كل عام .. وصلتنا رسالتكم، وعرفنا أنكم غاضبون جدا، وأنكم تقتلون بعضكم منذ فترة طويلة .. نريد الآن أن يعبر كل منا بالحذاء القديم الذي يحمله في كيس .. حذاء لا يهم إذا كان قابلا للتصليح أم لا .. المهم أن صاحب الدكان ـ حينما نجلس حوله ـ سيعمل عليه بفرح، بينما يتناوب كل واحد وواحدة القراءة للآخرين من كتاب عن الأساطير المرتبطة بالأحذية، أو قصة يؤدي فيها حذاء بطولة ما، أو مرجع ممتع عن تاريخ صناعة الأحذية .. هذا ما نفعله في هذا اليوم من كل عام .. بالطبع يمكننا إدعاء التأثر، ومن السهل علينا تمثيل الرغبة في مساعدتكم على إنهاء المأساة، لكننا مشغولون للغاية، ولا نريد تضييع الوقت في أكاذيب تافهة .. وأنتم تقتلون بعضكم أخفضوا أصواتكم قليلا، كما أنه ليس من اللائق أبدا أن تتركوا النيران تمتد إلى الدكان .. سننهي الأمر سريعا هذه المرة ـ من أجل ظروفكم ـ ولا ننتظر منكم مقابلا أكثر من أن تتركونا نعود إلى بيوتنا .. لن يفيدكم على الإطلاق أن يرجع أحدنا برصاصة في جسده، سيدعي صاحبها حتما أنها لا تخصه .. دعونا فقط نعود إلى بيوتنا، ونعدكم ـ حتى يأتي مثل هذا اليوم من العام القادم ـ بأننا لن نتذكركم.
اللوحة (الحذاء) لـ (فان جوخ).