الاثنين، 1 أكتوبر 2018

يوميات: الإثنين 1 أكتوبر 2018

أخبرني فيسبوك صباح الجمعة الماضي أن عامًا كاملًا قد مر على نهاية ورشة القصة القصيرة التي أشرفت عليها بمركز "أركادا" .. أعدت نشر الصورة التذكارية التي جمعتني بأصدقاء الورشة في يومها الأخير على صفحتي الشخصية، وكتبت أنني أفتقدهم جدًا، وأن بفضلهم سأظل أشير إلى هذه التجربة بأنها أهم جائزة كتابة في حياتي .. حينما أسترجع كل ما حصلت عليه في هذه الورشة منذ اليوم الأول وحتى الآن حيث لا تزال أصداؤها حاضرة وتواصل ذيوعها؛ أشعر حقًا بمزيج من السعادة والفخر لم أختبره مع أي مكاسب أخرى منحها الآخرون تقديرًا لعملي .. ورشة القصة القصيرة كانت أجمل لحظات الانتصار في حياتي المهنية، ليس كمشرف على ورشة كتابة فحسب، وإنما بالدرجة الأولى ككاتب.
قمت في نفس اليوم بزيارة لنادي أدب رامتان .. كان في الأمر صدفة جميلة؛ ذلك لأنني قررت هذه الزيارة قبلها بيومين دون علم بأنها ستوافق ذكرى اليوم الأخير من الورشة التي ضمّت بعضًا من أعضاء النادي .. تمنيت أن أراهم جميعًا أو معظمهم على الأقل، ولكن لم يكن هناك منهم سوى صديقي العزيز "أحمد أبو الخير"، والغالية جدًا "ريم عبد العزيز" .. كنت سعيدًا للغاية برؤيتهما، وبعد قضاء وقت ممتع من المناقشات حول مسرحية "الفرافير" ليوسف إدريس، وعن فيلم Doodlebug للمخرج البريطاني كريستوفر نولان ـ الذي أنوي الكتابة عنه ـ وكذلك التهكم المبطن تجاه الحكمة الموجِّهة من بيضة صغيرة تتحدث بالرصانة اللزجة المعتادة لغلمان الجماعات الدينية، وتؤوّل الكتابة والفن بالصواب والخطأ؛ خرجت أنا وأحمد أبو الخير، وحكيت له أثناء سيرنا القصة الطريفة لنوفيلا "جرثومة بو" مع دار النشر العربية التي لم ينجح التعاون بيننا في إصدارها، وهي القصة التي أؤجّل التحدث عنها بشكل عام حتى الموعد المناسب.
انتهيت من قصة قصيرة جديدة اسمها "هل تبحث عن أحد؟".. إحدى المرات غير المألوفة التي لا تكون القصة مكتوبة فيها منذ الكلمة الأولى حتى الأخيرة في ذهني، مع استعداد بديهي للتجاوب مع كل المفاجآت المحتملة .. تكتب كأنك تسير داخل ظلام يُضاء بالتدريج وفقًا لخطوة تكشف أثناء محاولاتها العديدة للتقدّم عن تجانس مباغت مع الخطوة السابقة، وفي الوقت نفسه تُمهّد لانسجام جديد مع الخطوة التالية في سبيل الوصول إلى هدف مخاتل، تم تحفيز خيالاته بشكل غامض بواسطة مشهد بدائي عابر، وتكتسب ملامحه الغائمة تمثّلها الملائم لحظة بعد أخرى .. يُمكن للقصة أن تحصل على نقطة ختام تعرف تمامًا أنها مؤقتة، حيث كل ما قاد إليها سيشهد تبديلًا وتغييرًا، لكن هذا التعديل ـ الأشبه بالحافة الأخيرة للظلام ـ كأنما لم يكن له أن يُحدد مساراته إلا بفضل نقطة الختام المؤقتة هذه.