الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

لحظات الطيران المؤقتة


الكيس البلاستيكي الصغير وهو يرتفع
لا يظن نفسه طائرًا
يعرف أنه لا يزال كيسًا بلاستيكيًا صغيرًا
وأن الهواء الذي صعد به فوق كل شيء
عدا السماء
لم يمنحه جناحين
أو صوتًا ينادي به على أحد.
يعرف أنه لا يزال مهترئًا ومتسخًا
وأنه سيهوي ثانية دون شك
مع هذا يشعر بالسعادة
حتى يبدو كأنما يضحك بأسلوبه الخاص
ذلك لأن لحظات الطيران المؤقتة
ليست إلا تذكرًا مفاجئًا لحكاية
كان يظن في الماضي البعيد
أنه يفهمها جيدًا
وأنها ستبقى معه للأبد
قبل أن تتساقط منه بالتدريج
كأحلام لا يمكن تفسيرها
بينما يواصل إدراك حقيقته
ككيس بلاستيكي صغير.
صحيفة "المثقف" العراقية ـ 24 سبتمبر 2018
photo by: Helen Levitt