الجمعة، 11 مايو 2018

النفق


يجلس عامل النظافة العجوز على الأرض بجوار مقشته القديمة داخل نفق المحطة حيث تصل القطارات وتغادر فوق رأسه .. يرتشف من كوب الشاي الذي في يده ويردد مع "فاطمة عيد" التي ينبعث صوتها من المسجّل الصغير في يده الأخرى: "ع الزراعية أنا رحت أقابل حبيبي" .. يعبر المسافرون أمامه وينظرون إليه فيبعد عينيه عن عيونهم .. عدا رجل واحد فقط .. رجل في منتصف العمر حينما مر أمامه ونظر إليه لم يحرّك وجهه إلى الناحية الأخرى .. كان في ملامح هذا الرجل شيئًا ما جعل عامل النظافة العجوز يريده أن يرى تلك الدموع الخافتة في عينيه، التي ترتجف دائمًا مع دوي القطارات.